حشـــــود جماهيــــرية تابعــت لقــــاء المنتخــــب أمــام فلســطين فــي بدايــــة المشـــــوار الآســـيوي.. المســتحيل ليس ســـــورياً
لأن المنتخب لم يعد فريقاً رياضياً ينافس على مباراة أو لقب، وتحول لحالة وطنية، ولأن كرة القدم لم تعد للتسلية والترفيه، بل باتت جامعة لكل شرائح الشعب، فإن أجواء مباراة منتخبنا الوطني أمام فلسطين التي جرت أمس ضمن مباريات المجموعة الثانية تفوقت على مباريات تصفيات المونديال الأخيرة حماسة وتشجيعاً وحضوراً، فكان الجمهور هو العلامة الفارقة التي زينت شوارع مختلف المدن السورية.
فآلاف السوريين، رغم الظروف الجوية الصعبة، احتشدوا في الساحات والملاعب الرياضية التي خصصت بتجهيزات مناسبة لمتابعة الحدث، ليضعوا بصمتهم في إثبات أن المستحيل ليس سورياً، لذلك كان الكرنفال الجماهيري هو العلامة الأبرز في المشهد الأول لمنتخبنا في البطولة القارية.
منقطع النظير
من كان في شوارع دمشق أمس يدرك أن المنتخب استطاع حجز مكان مهم في اهتمامات شعبنا، فالمباراة كانت محور حديث الصغير والكبير، والنساء والرجال، ما يدل على مدى قدرة كرة القدم على إيصال رسالة محبة ووحدة، فهي ليست مجرد لعبة، بل هي رياضة جماهيرية قادرة على تحقيق الكثير إن تم الاعتناء بها.
طبعاً من شاهد كمية التفاؤل والفرح التي سبقت ورافقت المباراة يدرك أن المأمول من المنتخب كبير جداً، فإسعاد 23 مليون سوري معلّق على كاهل نسور قاسيون في المبارتين المقبلتين، والطريقة التي دخل بها المنتخب أجواء البطولة منحت جرعة أمل بإمكانية الذهاب بعيداً.
ملاحقة الحلم
أغلب الحاضرين لمتابعة اللقاء في العاصمة دمشق بدوا واثقين بقدرة لاعبي المنتخب على تحقيق الإنجاز المنتظر، وتقديم الأفضل في المباريات المقبلة، حيث التقت “البعث” بعدد من محبي المنتخب الذين وجهوا رسائل مختلفة، وكلمات مؤثرة للاعبي المنتخب، فأحمد قاسو يرى بأن تشجيع المنتخب هو واجب وأمر مفروغ منه بغض النظر عن النتائج والمستوى، فيكفي وجود اسم سورية في البطولة حتى نكون خلف المنتخب.
أما الشاب غياث غازي فيرى بأن ملاحقة مباريات بطولة آسيا هي استمرار للحلم الذي بدأ في تصفيات المونديال، وأعطى إشارة بأن منتخبنا بات في مصاف الكبار، وبإمكانه منافسة أي فريق مهما كان اسمه، فإرادة السوري قادرة على قهر الصعوبات.
قهر المستحيل
بدورها المشجعة ربى سهيل أكدت أن توجهها مع عائلتها لحضور المباراة في مكان عام هو لإظهار أن السوريين كافة خلف المنتخب، ونأمل أن تكون المباراة الأولى مجرد بداية لمستوى أفضل ونتائج مميزة تعيد رسم الفرحة على وجوه شعبنا المتشوق للإنجاز.
من جهته الطفل هادي وقاف بدا متحمساً لبقية مباريات المنتخب، مؤكداً أنه سيحضر كل المباريات لمتابعة نجوم منتخبنا الذين يقدمون مستويات لا تقل عن اللاعبين العالميين. كما كشفت السيدة نينا قركجي عن سعادتها بالحضور وسط العدد الكبير من المشجعين الذين أظهروا أن الشعب السوري عاشق للحياة مهما كانت الظروف المحيطة.
مؤيد البش