ثقافةصحيفة البعث

تكريم د. علي السرميني الفنان والأكاديمي والإنسان

 

أعرب د. علي السرميني عن سعادته بتكريمه من قبل وزارة الثقافة وعدد من التشكيليين بفعالية كبيرة أُقيمت في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- جمعت بين معرض ضم ما يقارب خمسين فناناً وندوة نقدية تناولت تجربته الفنية والإنسانية.

وقد سلم معاون الوزير علي المبيض  د. السرميني شهادة تكريم وزارة الثقافة وتحدث عن ملامح تجربته التي مرّت بمراحل، لايمكن الإحاطة بها ضمن فعالية، لاسيما أنه أكاديمي وله تجربة منوعة  فنياً وإدارياً، فهو أستاذ جامعي وشغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة في دمشق، وأسس كلية الفنون الجميلة في حلب وله العديد من الأبحاث التي دُرّست في جامعة دمشق، وتوقف عند مشاركة عدد كبير من التشكيليين في المعرض الاحتفائي للسرميني والذي ضم أسماء هامة من المحافظات كلها ومن مختلف الأعمار.

مائيات السرميني

وأشاد الأديب محمد منذر زريق المشرف على الفعالية بالحراك التشكيلي الحالي، وبالجهود المتضافرة بالفعاليات الثقافية التي تعدّ انعكاساً لواقع تطور بلدنا، ومن ثم توقف عند تجربة د. علي السرميني الذي ربط بين أجيال التشكيليين.

واتخذت مشاركة الناقد سعد القاسم البعد الإنساني في حديثه عن السرميني الذي تربطه به علاقة إنسانية تعود إلى عام 1971، وتوقف عند مائياته وتفاعله مع اللون، لينتقل إلى السيرة الذاتية له الحافلة بالإنجازات وحضوره الدائم مع طلابه، لينتقل إلى المحور الأساسي في مشاركته بالحديث عن لوحة القنيطرة النادرة عالمياً وعن تجربة اللون الحيوي الصاخب، وتجربته بالمينا.

العلاج بالجمال كان المفتاح الذي انطلق منه د. سائد سلوم حيث تحدث بلغة تحليلية وصفية عن معالم تجربة السرميني بما أسماه “حرائق اللون” إذ أوجد السرميني القدرة على التعبير باللون، وأن الانفعال التعبيري يشكّل البنية الأساسية في عوالم لوحته الحيوية الحافلة بتداخل الذات مع عالم الموضوعات والأحداث المحيطة ضمن إيقاع حركي.

وتوقف د. سلوم عند فكرة تكثيف الدلالة المعنوية اللونية التي يظهر من خلالها الألم الذي يحاول الفنان إخفاءَه، ليخلص إلى أن تجربة السرميني تسبر أغوار النفس من خلال فردية سرمينية.

وتحدث د. السرميني عن اللقاء الاجتماعي الحار للتشكيليين والمهتمين رغم عاصفة الثلج مما يدل على المحبة التي تجمع الفنانين والتي تعد الركيزة الأولى للنشاط التشكيلي، وأشاد بمبادرات  وزارة الثقافة والأفراد المبادرين الذين ينشطون بجهودهم الخاصة وصولاً إلى حالة تكاملية لتفعيل الحركة التشكيلية، ليصل إلى أهمية ما يقدمه الفنانون الشباب من خلال التفاعل بين الأجيال الذي يمضي بالحركة التشكيلية نحو الأمام.

وعاد السرميني إلى ذاكرته مستحضراً صورة المعارض الأولى التي أقامها في حلب مع أسماء كبيرة من روّاد الفنّ التشكيلي، ونشاطه مع الراحلين حيدر يازجي ووحيد مغاربة، ليتوقف عند أمر هام يعد مفصلاً في النشاط التشكيلي إذ يلمس تطوراً وتقدماً في الحراك التشكيلي والمعارض المتنوعة مشيداً بنجاح معرضي الربيع والخريف، كما توقف عند ظاهرة المعارض بالصالات الرسمية والخاصة التي وصفها بظاهرة تعمل على خلق حالة تفاعلية إبداعية بين الفنانين والزائرين، ونوّه إلى أن صالات المعارض ليست حالة تجارية بدليل أن هناك صالات تقيم معارض ولا تبيع وإنما تعمل بدافع الرغبة الحضارية.

وتحدث كأكاديمي واستاذ عن أهمية الموهبة التي تتكامل مع الدراسة الأكاديمية، مشيراً إلى أهمية التكريم الذي يرتبط بالإبداع ويشكّل حافزاً للمبدعين.

الديكتاتورية الجميلة

ووصف الفنان وليد الآغا توجيهات د. السرميني بالديكتاتورية الجميلة المتسامية الذي ترك بصمة بالمشهد التشكيلي السوري على أكثر من اتجاه، واستطاع توجيه البوصلة نحو الاتجاه الصحيح في الوقت الذي ضلت فيه البوصلة.

كما تحدث الفنان بديع جحجاح عن علاقته بالفنان السرميني وعن تجربته بالاشتغال معه على المينا. كما أشادت د. سمر بهلوان بظاهرة المعارض التي تقام بالمراكز الثقافية لتفعيل الحركة التشكيلية وبما يقوم به مركز-أبو رمانة-، وأعربت عن جمالية معرض تكريم د. علي السرميني منوّهة إلى دور الفنّ التشكيلي بالثقافة عامة.

ملتقى تشكيلي

وبدا المعرض أشبه بملتقى تشكيلي حافل بالتنوع الغني من حيث الرؤى والأساليب والمضامين الإنسانية والفكرية، تميّز ببورتريه جسدته الفنانة خولة العبد الله بأسلوب واقعي مبهر للفنان السرميني، وعكس الخليط المتجانس للألوان الخلفية لعوالمه تلاقت هذه اللوحة مع بعض الأعمال الجدارية له.

وعبّرت لوحة الفنان ناجي عبيد عن علاقة الإنسان بالحياة وبالمحيط والتراث برمزية المرأة. ولفتت الانتباه لوحة الفنان عبد الناصر الشعال للتشخيص الواقعي، في حين جسدت رندة تفاحة عوالم الأسطورة برمزية الدلالات، وكذلك خصوصية البيئة الريفية عند عدنان حميدة، وتفاعل ألوان المجرات بلوحة مصباح الببيلي، وجمالية تجزيء المدينة وإقحامها بمشهد طبيعي مع النواعير بأسلوب انطباعي للفنان زهير حضرموت، وبدت معاني الانتماء والتلاحم والحبّ بثنائية تشابك الأيدي والعناق الحركي واللوني للرجل والمرأة في لوحة خولة العبد الله.

كما حفل المعرض بمشاركة أيمن الدقر ونعيم شلش وبديع جحجاح ووليد الآغا وعبد المنان شما وجورج عشي وكثيرين، وأيضا لوحة من أعمال الفنان الراحل وحيد مغاربة اختزل فيها صوراً مختلفة للمرأة ضمن دائرة الحبّ والحياة.

ملده شويكاني