في يوم الشهيد الفلسطيني.. الاحتلال زائل لا محالة
يستذكر الفلسطينيون في السابع من كانون الثاني من كل عام ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني الذي أقر تخليداً لأرواح من ضحوا بأرواحهم من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها في مواجهة إجرام المحتل الإسرائيلي.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1969 أعلن عن “يوم الشهيد” في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد أحمد موسى، وهو أول من نفّذ عملية فدائية في عام 1965 ضد الاحتلال، كما يخلد هذا اليوم ذكرى استشهاد 25 فلسطينياً في السابع من كانون الثاني عام 1948 في منطقة باب الخليل بالقدس المحتلة على يد عصابات الأرغون الصهيونية.
عشرات آلاف الفلسطينيين استشهدوا قبل وبعد احتلال وطنهم على يد المستعمر البريطاني والعصابات الصهيونية دفاعاً عن أرضهم وقضيتهم العادلة في مواجهة الاحتلال الغاشم الذي يواصل القتل ضد الشعب الفلسطيني، فيسقط شهيد تلو الآخر على تراب فلسطين الذين يفدونه بأرواحهم.
وفي يوم الشهيد يتمسك الشعب الفلسطيني بما ضحى الشهداء من أجله، وهو التحرير والخلاص من الاحتلال الذي يواصل سرقة ونهب الأرض الفلسطينية في ظل صمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي يرتكبها هذا المحتل.
ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لمراسل سانا: الشهداء قدموا أرواحهم من أجل فلسطين والدفاع عنها والتصدي لهذا الاحتلال الغاشم، ويوم الشهيد هو اليوم الوطني الخالد في نفوس الشعب الفلسطيني وفيه يجدد الشعب الفلسطيني العهد على مواصلة النضال والصمود في وجه هذا الاحتلال.
وأوضح أبو يوسف أن يوم الشهيد هو يوم وطني عظيم يستذكر فيه الشعب الفلسطيني شهداءه الذين ارتوت بدمائهم أرض فلسطين، وهم نبراس ينير الطريق حتى العودة والحرية والاستقلال، مشيراً إلى أنه بعد مرور نصف قرن على يوم الشهيد فإن دماء الشعب الفلسطيني مازالت تنزف على يد الاحتلال الغاشم، ففي كل يوم يسقط شهيد بينما المجتمع الدولي صامت عن جرائم الاحتلال.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، أكدت أن الفلسطينيين يستلهمون من الشهداء الذين مضوا في الدفاع عن فلسطين وترابها ومقدساتها التضحية والفداء من أجل فلسطين، فهي تستحق التضحية والصمود في وجه هذا المحتل الذي ارتكب مئات المجازر الجماعية ضد الشعب الفلسطيني سواء قبل النكبة عام 1948 وحتى اليوم.
وبيّنت أبو دقة أنه استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي 312 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال وصحفيون ومسعفون وشباب قدموا أرواحهم دفاعاً عن فلسطين وقضيتها العادلة، لافتة إلى أن الشهداء رسموا للشعب الفلسطيني الطريق، وأناروا له درب الصمود والثبات لينال الحرية والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه أشار عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عصام أبو دقة إلى أنه في يوم الشهيد تستذكر كل عائلة فلسطينية شهيدها، وتتعانق فيه الأرواح الطاهرة مع تراب الوطن، فلا يخلو بيت فلسطيني من شهيد ارتقى من أجل وطنه، لافتاً إلى أنه في يوم الشهيد تقوم الفعاليات الوطنية الفلسطينية بزيارة عائلات الشهداء تقديراً لمن ضحوا بأرواحهم من أجل فلسطين، فهو يوم وطني بامتياز.
تاريخ الشعب الفلسطيني حافل بالشهادة والشهداء، حيث تشير تقارير فلسطينية إلى استشهاد نحو 100 ألف فلسطيني منذ نكبة عام 1948 بينهم 15 ألفاً استشهدوا خلال النكبة، إضافة إلى استشهاد الآلاف بعدها خلال احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 وفي حرب تشرين التحريرية عام 1973 وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000 وخلال العدوان على قطاع غزة في أعوام 2008 و 2012 و2014 ولا تزال قوافل الشهداء مستمرة دفاعاً عن الوطن في مواجهة محتل زائل لا محالة وحتى تحقيق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.