“في رحاب الجزيرة”.. حنين الشوق
انطلق بث أول برنامج تلفزيوني عن محافظة الحسكة تحت عنوان “في رحاب الجزيرة”، مع بداية الثمانينيات ضمن أجواء اجتماعيّة في كافة بقاع الجزيرة السورية، حيث اجتماع الناس أمّام التلفاز، حتّى أنّ قرى الجزيرة السورية كانت في حالة استنفار عند موعد بث البرنامج.
ذلك البرنامج المنوع عن الحسكة وكافة طقوسها مرّ بمراحل كثيرة، تحدّث عنها مؤسسه الإعلامي “حسام دولي”، فقال عنه: تحمّل الكادر القادم من دمشق جهداً كبيراً في سبيل نقل الصورة من أرض الحسكة في السنوات الأولى، قبل بثه من المحافظة نفسها، أثناء المباشرة بالبرنامج عام 1989 وأسميته “في رحاب الجزيرة” وكتبتُ أغنية الشارة منها: “في رحاب الجزيرة..أرض الخضرة والمية..فيكي الحنطة والقمح..والآبار النفطيّة..وتلالك تخفي أسرار..آثار الإنسانية”، لحنها عبد اللطيف مزعل، وغناها كرم كرم، ونألفت أسرة البرنامج من: “أحمد الحسين، بدر الشلال، يونس خلف”، التقديم “أمية اسطواني”، وشملت المواد التي كانت تختارها أسرة العمل جوانب اقتصادية وخدمية وفنية، مع لوحات فنية عن الغناء والدبكات الفلكلورية وفقرة عن هموم المواطنين، وقد لاقى صدى طيباً عند أبناء الحسكة وباقي المحافظات كونه البرنامج الوحيد عن الحسكة، وحتى اليوم يحفظون أغنية الشارة ويرقصون عليها في الحفلات، وكل حلقة من البرنامج كانت تغطي منطقة من المحافظة: القامشلي، رأس العين، المالكية، الشدادي، وغيرها، ضمن رسالة أسبوعيّة.
“في رحاب الجزيرة..أرض الخضرة والمية..والآبار النفطية”..هذه الكلمات باتت أجمل أغنية يرددها أبناء الجزيرة في أفراحهم وأعراسهم وسهراتهم، توقف برنامجهم عام 2012 ولم يتوقفوا عن سرد ذكرياته وغناء شارته.
عبد العظيم العبد الله