المياه تحاصر صرح الثورة السورية الكبرى والقطـــــع التراثيــــة فـــــي المســـتودعات
السويداء- رفعت الديك
مع أن صرح الثورة السورية الكبرى في السويداء يشكل معلماً تاريخياً وتراثياً هاماً، إلا أنه بات هاجساً كبيراً عند المهتمين بالشأن العام في المحافظة لما يعانيه من مشاكل فنية أدت لخروج بعض أجزائه عن الخدمة، وألحقت تشوهات في أجزاء أخرى.
ويطالب المعنيون بضرورة الإسراع بعمليات الترميم بشكل كامل لحماية الصرح وإعادته لألقه وغاياته التي وجد من أجلها، ولابد أيضاً من فتح إضبارة تنفيذ المشروع ومحاسبة الجهات المسؤولة عن الأخطاء سواء لجهة الدراسات أو الإشراف أو التنفيذ خاصة أن تكلفة الترميم ستزيد عن كلفة الإنشاء.
رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان عزا المشاكل الفنية التي يعاني منها الصرح إلى وجوده على حاضنة مائية تتغذى من وادي كان يتجه من الجهة الشرقية، وبعد الدراسات الفيزيولوجية قامت بها دائرة الآثار مع مكتب هندسي مختص تبين أن هذه النفوذية سبب وجود رطوبة في أرضية وجدران الصرح، يضاف إليها الرطوبة التي سببها سوء العزل في السطوح جعل الرطوبة تحاصره من كافة الجهات.
وبين كيوان أنه من المشاكل الفنية التي يعاني منها الصرح الخلل في شبكتي الكهرباء والتدفئة، مؤكداً أن الدائرة أنجزت العديد من أعمال الترميم اللازمة لمتحف الصرح؛ إذ بلغت القيمة المالية التي تم إنفاقها على هذه المشروعات نحو ٢٨٠ مليون ليرة، مبيناً أن هذه الأعمال شملت أولاً إجراء تجربة استباقية بغية تحديد إمكانية إعداد دراسات تكتيم لمتحف صرح الثورة السورية الكبرى الكائن في بلدة القريا إذ بلغت قيمة الأعمال المصروفة على هذه الأعمال نحو ٢٥١ مليون ليرة، إضافة لذلك فقد تم كذلك تكتيم الطبقات النفوذة حول المتحف، إذ بلغت التكلفة المالية لهذه الأعمال نحو ٩ ملايين ليرة، عدا عن ذلك فقد تم الانتهاء كذلك من تأهيل شبكة تصريف مياه الأمطار ضمن المتحف حيث بلغت التكلفة المالية لهذه الأعمال نحو ٢٠ مليون ليرة. مشيراً إلى أن هناك عدداً من المشروعات المتعلقة بمتحف صرح الثورة السورية الكبرى ما زالت قيد الإنجاز، وتبلغ التكلفة المالية لها نحو ١٦٩ مليون ليرة، وتتضمن هذه المشروعات تأهيل الساحات الوسطى والعلوية للمتحف حيث تبلغ تكلفة المشروع نحو ٨٠ مليون ليرة، إضافة لوجود مشروع يتضمن إعادة تأهيل الأعمال الكهربائية والميكانيكية وأعمال أنظمة الإنذار، حيث تبلغ التكلفة المالية لهذا المشروع نحو ٧٢ مليون ليرة، عدا عن إعادة تأهيل لوحات الفسيفساء التي تزين قبة المتحف إذ تبلغ قيمة المشروع نحو ١٧ مليون ليرة.
وبين رئيس الدائرة أنه في حال تم إنجاز هذه المشاريع يتم الحفظ من الرطوبة الفوقية والتحتية المؤثرة على القطع التراثية والبنية التحتية للصرح، ويتم إعادة عرض القطع المحفوظة في مستودعات خاصة بعد سحبها من أماكن عرضها بسبب الرطوبة العالية فيها والتي وصلت إلى 85%.