النفايات الصلبة مصدر أساسي للطاقة الحيوية
الطاقة الحيوية هي أحد أهم مصادر الطاقات المتجددة، ومن ميزات هذه الطاقة أنها تساهم في حماية البيئة من التلوث بفضلات عضوية المنشأ، إذ تساهم هذه الطاقة على سبيل المثال بنسبة 28% من حاجة بلجيكا للطاقة الكهربائية، وتوفر تركيا كذلك ما قيمته عشرة ملايين طن من النفط سنوياً باستخدام الطاقة الحيوية.
وتنتشر هذه الطاقة على نطاق واسع في محطات معالجة النفايات الصلبة في عواصم الدول الأوروبية، ففي باريس مثلاً توجد ثلاث محطات معالجة تساهم في توليد الطاقة الكهربائية؛ ما يدفعنا للسؤال الذي يحتاج إلى إجابة: لماذا لا نقيم محطة لمعالجة النفايات الصلبة في دمشق، لا بل في مركز كل محافظة من محافظات القطر العربي السوري بدلاً من حرقها في مكبات القمامة..؟!
وتتلخص عملية إنشاء محطة المعالجة بعدة خطوات، أبرزها أن تكون القمامة بحدود 30 طناً يومياً، إضافة إلى اختيار مساحة ذات أرض مستوية كتيمة لا تنفذ السوائل منها إلى المياه الجوفية، على أن ترش القمامة بمبيد يقضي على كل الأحياء الموجودة فيها، إلى جانب فصل كل المواد المعدنية والأخشاب من القمامة، بحيث ترسل المعادن إلى معمل الصهر في حماة، والأخشاب إلى معمل الخشب المعاكس. ويجري بالتوازي مع ذلك عملية فرم وطحن القمامة حتى تصبح ناعمة، على أن تعالج بمرجع يمتص الأوكسجين الداخل في تركيب المادة العضوية، ويشار هنا إلى أنه خلال عملية الإرجاع هذه ينطلق غاز الميتان، فيحول إلى محطة حرارية تحول الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية. أما المادة المطحونة فتباع بقاياها كسماد عضوي.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه في منطقة وادي الهدة جنوب شرق طرطوس تجمع هذه النفايات وتطحن وتباع سماداً، ولا ينتج الميتان بالإرجاع فنخسر بالتالي الطاقة التي تتشكل من حرق الميتان في المحطة الحرارية، ولا يبقى سوى التأكيد على أن الطاقة الحيوية الناتجة تغطي حاجة دمشق من الكهرباء، وتؤمن بيئة نظيفة لمدينة دمشق ولكل مراكز المحافظات في القطر السوري الحبيب.
الدكتور المهندس محمد محفوض