الصفحة الاولىصحيفة البعث

خطوات متسارعة لتجاوز العقوبات الأمريكية على إيران

 

في الوقت الذي ما تزال فيه أوروبا عاجزة عن إقرار آلية مالية لتجاوز العقوبات الأمريكية على طهران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، يبدو أن خطوات طهران لتجاوز العقوبات تسير بوتيرة منتظمة، ولاسيما مع الشركاء الإقليميين: “الهند – كوريا الجنوبية- روسيا- الصين”، حيث وصلت المحادثات التجارية الهندية الإيرانية إلى مستويات متقدّمة ستسمح في نهايتها استثمار موانئ وافتتاح بنوك وشراء النفط، وكل ذلك بالعملات الوطنية، بعيداً عن الدولار ونظام السويفت المالي الذي تعطله واشنطن.
وفي السياق فقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران لن تنتظر الآلية المالية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي لمواصلة التجارة مع إيران بعيداً عن العقوبات الأمريكية، التي أطلق عليها “سي بي في”، وأنها ستتعاون مع شركائها التقليديين في هذا المجال، وأضاف، بعد لقائه وزير النقل الهندي نيتين جادكاري في نيودلهي أمس، في الوقت الذي نواصل فيه العمل مع شركائنا الأوروبيين بشأن الآلية المالية، فإننا لا ننتظر تلك الآلية، ونحن نعمل مع شركائنا التقليديين مثل الهند والصين وروسيا، مشيراً إلى أن الأوروبيين حاولوا، لكن لم يتمكنوا من التقدّم إلى المدى الذي كانت بلاده تتوقّعه بهذا الخصوص.
وأشار ظريف إلى أنه بحث مع الوزير الهندي العلاقات الثنائية وسبل تطوير الروابط الاقتصادية بين البلدين وخاصة في مجالات النقل والملاحة البحرية، وكذلك التعاون بشأن ميناء جابهار الواقع جنوب شرق إيران، مؤكداً استعداد إيران للتفاوض مع الهند للبدء في استثمار الميناء بما في ذلك بمجال البتروكيماويات.
بدوره وصف جادكاري المباحثات بالمفيدة وأنها ستحل الكثير من القضايا، مشيراً إلى أن الهند ستبدأ بتشغيل ميناء جابهار بالكامل في أقرب وقت ممكن وأن التسهيلات المالية جاهزة بخصوص ذلك، وأشار إلى أن الحكومة الهندية سمحت للبنك الإيراني بإنشاء فرع له في بومباي لمدة ثلاثة أشهر لتسهيل تبادل الموارد المالية.
وقال جادكاري: فيما يخص طلبيات الآلات وغيرها، الترتيبات المالية جاهزة بالفعل. ثمة بعض المشاكل، ولكن سوينا الأمر، مضيفاً: إن الهند تسلّمت بالفعل شحنة ذرة من البرازيل في شهيد بهشتي بمساعدة مشغلين من إيران.
وستسدد الهند ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين قيمة واردات النفط بالروبية من خلال بنك “يو. سي. او”، وستستخدم طهران تلك الأموال في شراء سلع من الهند.
وقال ظريف: إن بنك يو. سي. او وبنك باسارجاد الإيراني سيبدأن معاملات رغم العقوبات الأمريكية.
ويجري تطوير مجمع ميناء جابهار على ساحل إيران الواقع على خليج عمان بدعم من الهند ليكون ممراً للنقل لأفغانستان، وهي دولة داخلية لا تطل على بحار.
وفي أيار 2016، وقّعت الهند اتفاقاً مع إيران لتطوير مرفأين يضمان سبعة أرصفة في منطقة شهيد بهشتي في جابهار.
وبموجب الاتفاق، ستشيد الهند مرفأ شحن بطول 600 متر ومرفأ حاويات بطول 640 متراً، ولكن لم يتمّ الانتهاء إلا من قطاع في المرفأين بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران.
في سياق متصل صرح محمد أمير داود نائب الرئيس التنفيذي للبنك أنه سيفتح أول فرع له في الهند في مدينة مومباي الواقعة في غرب البلاد خلال ثلاثة أو أربعة أشهر لتسهيل المعاملات.
ويفتح الميناء الجديد الباب أمام تجارة بملايين الدولارات لأفغانستان، ويقلص الاعتماد على ميناء جوادار الباكستاني الواقع على بعد 166 كيلومتراً إلى الشرق.
في سياق متصل كشف تقرير صادر عن وزارة النفط الإيرانية أن احتياطيات البلاد من الغاز هي الأكبر بين دول العالم، وأوضح أن حجم احتياطيات الغاز العالمي في العام 2016 ازداد بنسبة 0.62 بالمئة مقارنة مع العام 2015 وحازت منطقة الشرق الأوسط أكبر حجم من احتياطيات الغاز والرقم الأعلى فيه يعود لإيران ومن ثم تأتي أوروبا واوراسيا، فيما الحجم الأقل يعود لمنطقة أميركا الوسطى والجنوبية.
وبحسب التقرير تمتلك إيران 33.5 تريليون متر مكعب من الاحتياطي ومن ثم تأتي روسيا بحجم 32.27 تريليون.
في الأثناء، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري عدم إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة بسبب تصرفاتها وسيرها في الاتجاه المعاكس لحركة شعوب المنطقة، وقال خلال حفل تكريمي في العاصمة طهران: “إن الأعداء يسعون إلى تطبيق ضغوط وفرض حظر يؤثر في الحالة المعيشية للشعب، ويؤدي إلى الانهيار الاقتصادي للبلاد”، مؤكداً أن الانسجام والوحدة هما السبيلان لتجاوز هذه الظروف، وأشار إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 7 آلاف مليار دولار في المنطقة دون فائدة تعود عليها “ولو أنفقت 10 أضعاف هذا المبلغ فإنها لن تبلغ أهدافها”.
وكان وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي ندد الاثنين في تصريحات له بالسياسات التي تنتهجها أميركا حيال المنطقة.
بالتوازي، قال قائد القوة البرية التابعة للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري: إن الوحدات التابعة للقوة البرية للجيش تحولت إلى قوات “هجومية متحركة” و”رد الفعل السريع”، وأضاف: إن القوة البرية للجيش قامت في السنوات الأخيرة بإجراء تحوّل عميق في وحداته تنفيذاً لأوامر قائد الثورة السيد علي الخامنئي لتتغير من الشكل التقليدي إلى قوة هجومية متحرّكة ورد الفعل السريع، مشيراً إلى أنها أكثر كفاءة في الوقت الراهن ولديها قدرات أكثر من الماضي لتنفيذ عملياتها، وأكد أن هذه الوحدات بشكلها الجديد ازدادت من كفاءة وفعالية القوات البرية للجيش الإيراني.