الصفحة الاولىصحيفة البعث

مخطط لتطويق بيت لحم بجدار استيطاني

 

في إطار مخططاتها التهويدية والعدوانية لتهجير الفلسطينيين صعّدت سلطات الاحتلال خلال الفترة الأخيرة من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وأقرّت خلال الأسبوع الماضي إقامة 2750 وحدة استيطانية جديدة معظمها في بيت لحم، متجاهلة القرارات الدولية التي تؤكّد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطالب بوقفه، فيما أعلنت أمس عن مخطط جديد لإقامة مستوطنة جديدة على أراضي الفلسطينيين في مدينة بيت لحم.
ويهدف المخطط لإقامة مستوطنة جديدة على مساحة 1200 دونم صادرتها سلطات الاحتلال الشهر الماضي جنوب بيت لحم، وقالت مصادر فلسطينية: إن هذه المستوطنة ستربط بين بؤر المستوطنات المحيطة بالمدينة لتحاصرها من جميع الجهات.
هذا وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مخطط سلطات الاحتلال لإقامة مستوطنة جديدة على أراضي الفلسطينيين جنوب بيت لحم، والذي يؤدي إلى تطويقها بجدار استيطاني من جميع الجهات، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف الاستيطان، وأوضحت أن سلطات الاحتلال تعمل على خلق وقائع جديدة على الأرض من خلال المخطط الاستيطاني الخطير جنوب بيت لحم، وعمليات التوسع الاستيطاني في منطقة الأغوار وشق الطرق الاستيطانية الضخمة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بهدف ربط المستوطنات ببعضها وتحويلها إلى تجمّع واحد ما يؤدي إلى القضاء نهائياً على أي فرصة لتحقيق السلام، وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمّل مسؤولياته والتدخل الفوري لوقف مخططات الاحتلال الاستيطانية.
بالتوازي، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذوا طقوساً استفزازية في باحاته، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وأشارت في بيان إلى أن اعتداءات المستوطنين وإرهابهم ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم تضاعفت 3 مرات خلال العام المنصرم مقارنة مع الأعوام السابقة بدعم من سلطات الاحتلال، التي تعمل على توسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية، وطالبت المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال والمستوطنين والعمل على وقفها.
هذا وحذّر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف أدعيس من مخاطر تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى المبارك، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأضاف: إن سلطات الاحتلال تعمل جاهدة على تسهيل اقتحامات المسجد الأقصى، التي أصبحت تتمّ بشكل يومي، وخاصة بعد انسحاب “إسرائيل” من منظمة اليونيسكو، ما يعني تزايداً في الانتهاكات التي تمارس من عصابات المستوطنين، الأمر الذي يمس بالمسجد الأقصى وقدسيته ومكانته الدينية والحضارية.
واستنكر أدعيس ممارسات قوات الاحتلال بحق موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، معتبراً أن عملية الاعتقال الأخيرة لعدد منهم تأتي في سياق تمرير انتهاكات جديدة وتنذر بخطورة كبيرة على مدينة القدس المحتلة، لكن كل تلك المخططات لن تمر أمام صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره أوضح مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب أن كل المؤشرات والإحصائيات تدل على تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق الأقصى المبارك، لكن ذلك لن يثني الفلسطينيين وخاصة المقدسيين عن الحفاظ على قدسية هذا المسجد وهويته الإسلامية، مؤكداً أن أي مساس بالمسجد الأقصى هو اعتداء صارخ على كل مسلم في جميع أنحاء العالم.
من جانبه أشار مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إلى أن الاحتلال يعمل على تفريغ المسجد الأقصى من خلال إبعاد الفلسطينيين الذين يتصدّون للمستوطنين ويمنعونهم من اقتحامه، وهو يحاول المس بمكانة المسجد الأقصى بهدف تهويده بشكل كامل، مؤكداً أن عام 2018 كان الأصعب على مدينة القدس والأقصى.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مدن بيت لحم وجنين ورام الله ونابلس وقلقيلة، وداهمت عدة منازل فيها، واعتقلت سبعة فلسطينيين، فيما توغّلت تلك القوات، ترافقها جرافات عسكرية، في بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة المحاصر، وقامت بأعمال تجريف لأراضي الفلسطينيين، وأطلقت النار باتجاه أراضي الفلسطينيين الزراعية شرق بلدة القرارة جنوب القطاع دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.