الأمم المتحدة تدعو إلى حل عاجل لأزمة المهاجرين العالقين في المتوسط
أعربت المفوضية العليا للاجئين أمس عن “قلقها” حيال وضع 49 مهاجراً عالقين قبالة سواحل مالطا، متمنية “حلاً سريعاً” يتيح نقلهم إلى مرفأ آمن، وفق ما أفادت به المتحدّثة باسم المفوضية لفرنسا سيلين شميت، والتي أضافت: إن “هذا الانتظار طوال 19 يوماً في البحر، والقلق الناجم عنه، يزيدان من حدة الصدمات التي تعرّض لها هؤلاء الأشخاص الذين فرّوا من العنف وكانوا ضحايا التعذيب”، مشيرة إلى وجود “أطفال صغار” في السفينتين.
وأردفت قائلة: “من الملحّ نقل الأشخاص الذين أنقذوا إلى مرفأ آمن، الوقت يضغط ويتعيّن إيجاد حل سريع قبل أن تسوء الأحوال الجوية وتؤدّي أيضاً إلى مزيد من الصعوبات للأشخاص الذين أنقذوا، بما في ذلك تدهور أوضاعهم الصحية”.
وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، دعت إلى “حل سريع” للأشخاص العالقين على متن السفينتين “سي ووتش” و”سي اي” اللتين تملكهما إحدى المنظمات الألمانية غير الحكومية.
وأعربت عشرة بلدان أوروبية عن استعدادها لاستضافة المهاجرين الـ49، لكن مالطا تريد اتفاقاً “شاملاً” يتضمّن 249 شخصاً آخر استضافتهم في الأيام الأخيرة، وأخذت هذا الطلب في الاعتبار البلدان الأخرى التي طرحت عرضاً يبلغ “حوالي 200” شخص، كما ذكر مصدر دبلوماسي أوروبي.
وأضافت شميت: “نحن ممتنون للدول الأوروبية” التي عرضت استقبالهم، معربة عن الأمل في “التوصل سريعاً” إلى حل.
وبمعزل عن هاتين السفينتين اللتين سبقهما الكثير من السفن منذ أن أغلقت إيطاليا مرافئها أمام السفن التي تقوم بمهمات إنسانية هذا الصيف، دعت المتحدثة إلى وضع “آلية واضحة لإنزال” المهاجرين، مذكرة بأن المفوضية العليا للاجئين “مستعدة لدعم الدول الأوروبية” في تطبيق هذه التوصيات.
وكان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، قد أعلن استعداد بلاده لاستقبال نحو 50 لاجئاً عالقين على ظهر سفينتين بالبحر المتوسط.
وقال زيهوفر: إن كبار ممثلي أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا اتفقوا على استقبال هؤلاء اللاجئين، شريطة أن يتوصّل الاتحاد الأوروبي إلى حل بعيد المدى لتوزيع اللاجئين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط، على الدول الأعضاء، مضيفاً: إن هذه الخطوة تمثل “توازناً جيداً بين التحكم في الهجرة والجانب الإنساني”.
وقال متحدث باسم زيهوفر: إن المسألة تتعلق بعدد إجمالي يبلغ بالضبط 298 لاجئاً، منهم 249 لاجئاً موجودون بالفعل في مالطا بعد أن أنقذهم خفر السواحل المالطية في رأس السنة الماضية، وأضاف: إن ألمانيا اشترطت، منذ أشهر للتعاون في مجال إيواء اللاجئين، أن يشترك عدد “كبير نسبياً” من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في هذه الجهود بمفهوم التضامن المشترك. واختتم زيهوفر تصريحاته بالقول: إن على المفوضية الأوروبية الآن أن تقرّر، مشيراً إلى أنه ناشد المسؤولين هناك بمعالجة هذه القضية بوتيرة أسرع.