تسييس عمل حظر “الكيميائي” يُعيق حل الأزمة روسيا: أمريكا لن تنسحب بشكل كامل من سورية
رداً على التصريحات المتضاربة لأركان الإدارة الأمريكية لجهة الانسحاب من سورية، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أنه من الصعب جداً تخيل انسحاب القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي بالكامل من سورية في ظل الظروف الراهنة.
ووسط أجواء المعايير المزدوجة التي تنتهجها المنظمات الدولية تجاه سورية، أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين أن الغرب وعبر سعيه لتسييس عمل المنظمة من خلال آلية تحديد المسؤولية يهدف إلى إفشال الحل السياسي للأزمة في سورية، أشار كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري إلى اجتماع ثلاثي مرتقب سيعقد في إطار مباحثات أستانا خلال الشهر أو الشهرين القادمين بين إيران وروسيا والنظام التركي.
وفي التفاصيل، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحفيين أمس: أرى أن في واشنطن موقفاً قوياً لدى أولئك الذين يعتقدون أنه من الضروري الإبقاء على الوجود العسكري الأميركي غير القانوني في سورية وانتهاك شروط القانون الدولي، وأضاف: في الوضع الراهن وفي حالة سعي واشنطن غير المحكوم للسيطرة على العالم والطموح للوجود في كل مكان وتسوية القضايا حسب الشروط الخاصة بها فقط لا يمكنني أن أتخيل أن الولايات المتحدة فجأة ستنسحب عسكرياً تماماً من سورية.
وأشار ريابكوف إلى أن الاتصالات الروسية الأميركية بشأن سورية لم تنقطع أبداً وإن لم يتم الإعلان عنها دوماً، إلا أنها لا تشهد وقفات طويلة، موضحاً أن الاتصالات قائمة حول مختلف المسائل، وستكون هناك اتصالات حول مواضيع أخرى في أقرب وقت.
من جهة ثانية، أوضح مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حديث صحفي نشرته صحيفة إزفيستيا الروسية أن الدول الغربية تعمل على تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودفعها باتجاه تحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية ما يعني ضمناً إفشال جهود الحل السياسي للأزمة فيها، لافتاً إلى أن واشنطن ولندن وعدداً من العواصم الأخرى لا تريد إنهاء الحرب والانتقال إلى الحل السياسي للأزمة في سورية، وأكد شولغين رفض بلاده تمويل الجهاز الخاص الذي قررت المنظمة استحداثه لتنفيذ صلاحياتها الجديدة المتعلقة بتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وقال: لا نخفي إطلاقاً أننا لن نمول صلاحيات تحديد المسؤولية التي يفرضها الغرب، ونأمل أيضاً في أن يتبنى أقرب شركائنا موقفنا.
في الأثناء، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشنين سيجري مباحثات مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري حول تسوية الأزمة في سورية، وأوضح أن المباحثات ستجري اليوم “الخميس” في العاصمة الروسية موسكو.
إلى ذلك أكد جابري أنصاري أهمية التعاون القائم بين بلاده وروسيا في تسوية القضايا الإقليمية المختلفة والذي أسهم في تنسيق السياسات والإجراءات بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا عن أنصاري قوله في تصريح خلال زيارته للعاصمة الروسية موسكو: إن اللقاءات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين أصبحت اليوم ضرورة في ضوء التطورات السريعة وطبيعة التعاون القائم بين إيران وروسيا، مشيراً إلى أنه سيجري خلال زيارته الحالية لموسكو مباحثات مع كل من مساعدي وزير الخارجية الروسي سيرغي فورشين وميخائيل بوغدانوف ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية سيرغي لافرينتيف، إضافة إلى لقاءات أخرى مع عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين في هذا البلد.
وفي براغ، أكد النائب التشيكي في البرلمان الأوروبي البروفيسور يان كيللر أن الأخطاء الكارثية التي ارتكبها الغرب تجاه سورية والعراق وليبيا أدت إلى ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن الدول الغربية عملت على تدمير هذه الدول على الرغم من أنها مثلت سداً منيعاً بوجه قوى التطرف، لافتاً إلى أن روسيا أظهرت من خلال عملها وفق استراتيجيات واضحة في سورية أنها تعمل لصنع السلام، ولذلك تحصد سياستها التقدير على المستوى العالمي.
بدوره أكد الأستاذ الجامعي التشيكي أوسكار كريتشي في حديث لنفس الموقع أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية غير شرعي، ويتعارض مع القانون الدولي، وبالتالي فإن هذا الوجود يمثل رمزاً للسياسة الامبريالية التي تعمل بها الولايات المتحدة تجاه دول العالم.