“العمال البريطاني” يدعو إلى انتخابات مبكرة
تتزايد الانقسامات في الشارع البريطاني كلما اقترب موعد الخروج الفعلي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الـ15 من آذار المقبل، وتتراوح الخيارات بين خروج غير منظّم من الاتحاد وإجراء استفتاء آخر على الانسحاب، ولكن جميع المؤشرات تؤكد أن أزمة سياسية حقيقية ستواجه لندن على خلفية هذا الانقسام، وخاصة مع اقتراب موعد تصويت البرلمان البريطاني على الاتفاق المقرّر في الأسبوع المقبل.
فقد رأى رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن أمس، أن الحل للخروج من أزمة بريكست يكون بانتخابات برلمانية مبكرة.
وسيصوّت النواب البريطانيون الثلاثاء المقبل على نص اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التفاوض عليه بين الاتحاد والحكومة البريطانية.
وقال كوربن: “إن هذا الاتفاق سيّئ وإذا فشلت الحكومة في تمرير هذا النص البالغ الأهمية يجب إجراء انتخابات بأسرع ما يمكن”، وأوضح أنه يفضّل إجراء انتخابات برلمانية مبكرة على عقد استفتاء ثانٍ حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، علماً أن الطرح الأخير يطالب به العديد من النواب العماليين مثل النائب ماري كريغ من ويكفيلد.
وأدّى الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حزيران 2016 إلى انقسامات عميقة في الوسط السياسي البريطاني وداخل حزب العمال أيضاً، بينما تعيش الحكومة حالياً أزمة حادة في ظل معارضة الكثير من النواب للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الزعماء الأوروبيين.
وكانت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد حذّرت نواب البرلمان من أن التفكير في أن بإمكان الحكومة التفاوض على اتفاق جديد للخروج من الاتحاد الأوروبي إذا رفضوا اتفاقاً تفاوضت عليه ماي في تصويت الأسبوع المقبل، مجرّد وهم.
وتواجه ماي ضغوطاً من النواب للكشف عن أية ضمانات إضافية تتوقع الحصول عليها من بروكسل، بعد أن أكد قادة الاتحاد الأوروبي مراراً أنهم لا يعتزمون إعادة التفاوض على الاتفاق، ولم تسفر محادثات ماي مع عدد من الزعماء الأوروبيين في الأيام الأخيرة عن أية نتيجة.