تحذيرات من محاولات أردوغان “عثمنة” البلقان
حذّر نائب رئيس مجلس النواب التشيكي فويتيخ فيليب من خطورة محاولات نظام رجب طيب أردوغان التوسّع في منطقة البلقان جنوب أوروبا، مشيراً إلى أن ذلك يتمّ في إطار سعيه لإحياء “أحلام الامبراطورية العثمانية”.
وأشار فيليب إلى أن “قيادات الاتحاد الأوروبي ومن يسمون أنفسهم القادة السياسيين لأوروبا المعاصرة لا يحرّكون ساكناً تجاه هذه المحاولات”، لافتاً إلى أن نجاح النظام التركي في السيطرة على منطقة البلقان سيعني أن الإرهاب والقلاقل سيصلان إلى أوروبا بشكل أسرع، ورأى “أن أوروبا تتحرّك نحو الهاوية، وأن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق القيادات السياسية الأوروبية”، معتبراً أنها “لا تفعل أي شيء من أجل ضمان أمن الأوروبيين، بل تعمل فقط وبشكل ببغائي على تحقيق المصالح الأمريكية”.
تحذير فيليب ليس جديداً، فقد سبق وأن أكد وزير الدفاع النمساوي، هانز بيتر دوسكوزيل، أن النظامين السعودي والتركي ينشران التطرّف تحت ستار الاستثمارات الهائلة التي يقومان بها في البلقان، وخاصة في قطاع بناء الطرق والطاقة، وإعادة بناء المساجد والمراكز والمؤسسات الدينية، مشدداً على أن تمدّد المتطرفين في البلقان، وخاصة في ألبانيا والبوسنة وكوسوفو وصربيا، يشكّل تهديداً مباشراً على أوروبا برمتها.
يذكر أن أردوغان حوّل أراضي تركيا إلى مقر ومعبر للتنظيمات الإرهابية، بما فيها “داعش” و”جبهة النصرة”، المدرجان على لائحة الإرهاب الدولية، وقدّم مختلف أنواع الدعم لها، كما دأب على دعم جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية، التي تعمل على نشر أيديولوجيا التطرّف والعنف في العالم.
ويؤكد محللون أن منطقة البلقان باتت بالفعل “خاصرة ضعيفة يمكن من خلالها التحرّك لضرب أوروبا”، ويضيفون: لأنقرة دور في كل المبادرات الدولية في دول البلقان، إذ تشارك بعناصر من الجنود والشرطة في القوات الدولية الموجودة في البوسنة والهرسك وكوسوفو، سواء كانت عسكرية أو مدنية، كما تقدّم دعماً قوياً للقوات المسلحة الألبانية في جهودها لتطوير ذاتها، وسبق أن شاركت القوات الألبانية في مهمات “حلف شمالي الأطلسي” في كل من كوسوفو وأفغانستان تحت القيادة التركية، ويتابعون: يعمل نظام أردوغان على إعادة ترميم التاريخ العثماني في المنطقة، بما في ذلك مئات المساجد والجسور والحمامات الأثرية، كما يعمل على نشر “الحضارة الإسلامية” بنسختها التركية من خلال إرسال الأئمة وبناء المساجد، من جهة، ونشر اللغة التركية من خلال معاهد التعليم المنتشرة في جميع دول غرب البلقان، ولا سيما في البوسنة ومدارسها بموجب اتفاق موقّع بين البلدين، من جهة أخرى.