مخطط استيطاني جديد في رام الله.. وشق طريق “الأبرتهايد” في القدس
في اعتداءات جديدة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططاً استيطانياً جديداً شرق رام الله بالضفة الغربية، وافتتحت طريقاً للفصل العنصري بين الفلسطينيين والمستوطنين شمال شرق مدينة القدس المحتلة يمنع الفلسطينيين من دخول المدينة، وقال مركز أبحاث الأراضي في مدينة القدس المحتلة: “إن سلطات الاحتلال استولت على 139 دونماً من أراضي الفلسطينيين في قرية دير دبوان شرق رام الله بالضفة لتنفيذ مخطط استيطاني جديد يربط بين مستوطنتين مقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة”.
وفي إطار ممارساتها التهويدية، افتتحت سلطات الاحتلال طريقاً شمال شرق القدس المحتلة بطول ثلاثة كيلومترات ونصف وبجدار يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار لتكريس الفصل العنصري.
وتعليقاً على ذلك، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بضرورة وضع حد لنظام الفصل العنصري الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مؤكدةً أنه من العار على المجتمع الدولي أن يكون شاهداً متواطئاً على ممارسات الاحتلال دون أن يحرك ساكناً، وقالت في بيان: “إن طريق “الأبرتهايد” الذي افتتحه الاحتلال شمال شرق القدس المحتلة يهدف للفصل العنصري بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، وهو يمنع الفلسطينيين في الضفة الغربية من الوصول إلى القدس المحتلة أو دخولها”، موضحةً أن الطريق يأتي ضمن مخططات الاحتلال الاستعمارية التوسعية التي تفصل وسط وشمال الضفة عن جنوبها، لافتةً إلى أن سلطات الاحتلال تمعن وعلى مرأى العالم أجمع بفرض نظام للفصل العنصري في فلسطين المحتلة من الاستيلاء على الأراضي مروراً بالتحكم بجميع موارد الفلسطينيين الطبيعية وتحويل مدنهم وبلداتهم إلى مناطق معزولة عبر مئات الحواجز فضلاً عن جدار الفصل العنصري الذي يلتهم أراضي الفلسطينيين، ويكرس نظام الأبرتهايد العنصري.
كما أدانت الخارجية الفلسطينية إعلان سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد والاستيلاء على 139 دونماً من أراضي قرية دير دبوان شرق رام الله، مطالبةً المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية بعدم الاكتفاء بنشر بيانات لإدانة الاستيطان، بل العمل على إلزام “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال بتنفيذ القرارات الدولية في هذا الشأن، ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدورها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن افتتاح سلطات الاحتلال طريقاً للفصل العنصري ضد الفلسطينيين شمال شرق القدس المحتلة يحوّل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق منفصلة ومعزولة.
وقالت في بيان صحفي: “إن افتتاح سلطات الاحتلال طريق “الأبرتهايد” شرق القدس المحتلة بطول ثلاثة كيلومترات ونصف وبجدار يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار للفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين يؤكد مضي الاحتلال في مخططاته الاستعمارية الاستيطانية الهادفة إلى تدمير التواصل الجغرافي في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى مناطق منفصلة ومعزولة”.
ودعت عشراوي المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الأممية إلى عدم السكوت عما يقوم به الاحتلال من جرائم، وضرورة مساءلته ومحاسبته وإلزامه بالقرارات الدولية، إضافةً إلى العمل على حماية الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه وممتلكاته من ممارسات الاحتلال التعسفية.
كما استنكر عضو اللجنة التنفيذية صالح رأفت افتتاح الاحتلال طريق “الأبرتهايد” العنصري، مبيناً أنه يأتي في سياق ما يسمى “قانون القومية” العنصري الذي أقرته سلطات الاحتلال في تموز الماضي، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى وقف جرائم الاحتلال، وإلزامه بتنفيذ القرارات الدولية لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس.
من جهة ثانية، أكدت الحكومة الفلسطينية أن إطلاق سلطات الاحتلال سراح المستوطنين الإرهابيين قتلة عائشة الرابي ضوء أخضر جديد لمواصلة المستوطنين إرهابهم.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود: “إن اطلاق سراح المجرمين يظهر مدى رعاية سلطات الاحتلال للإرهاب والاجرام، ويدل على استخدام الاحتلال المستوطنين كإحدى أدواته للاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني وإراقة دمائهم والتنكيل بهم”، وأوضح أن استمرار الاحتلال والاستيطان هو السبب الرئيسي الذي يحول دون التوصل إلى السلام في فلسطين المحتلة، ويتسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتنفيذ القرارات الدولية وإزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وكانت عصابات المستوطنين الإسرائيليين نفذّت في الثاني عشر من تشرين الأول الماضي هجوماً إرهابياً على سيارة جنوب نابلس بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد الفلسطينية عائشة الرابي وإصابة زوجها بجروح.
ميدانياً، تواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها واقتحامها القرى والمدن الفلسطينية والاعتداء على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، فلليوم الخامس على التوالي، اقتحمت حي المصيون في رام الله بالضفة الغربية، ودهمت المحال التجارية فيه، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام ما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح وآخرين بالاختناق، في حين شنّت حملات مداهمة في مدن قلقيلية والخليل ونابلس ورام الله اعتقلت خلالها 18 فلسطينياً.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون إسرائيليون منطقة الطيبة شرق بلدة ترقوميا غرب الخليل، واعتدوا على أراضي الفلسطينيين، واقتلعوا العشرات من أشجار الزيتون واللوزيات والعنب، وقال رئيس قسم توثيق الأضرار الزراعية المهندس هاشم البدارين: “إن مجموعات من المستوطنين اعتدوا على أراضي الفلسطينيين في منطقة الطيبة التابعة لبلدة ترقوميا، واقتلعوا عشرات أشجار الزيتون واللوزيات والعنب”.
يأتي ذلك فيما اقتحم أكثر من 100 مستوطن المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.