التطهير العرقي يتصاعد في القدس.. وبيت إكسا مطوّقة بالجدار العنصري
ضمن مخططات الاحتلال ومحاولاته المتواصلة لطمس معالم المدينة وتزوير تاريخها، يتصاعد الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة والإجراءات التعسفية والعنصرية والتهجير القسري بحق أبنائها، وآخر تلك الإجراءات إعلان الاستيلاء على عدد من منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وسط المدينة وإبعاد أصحابها ضمن سياسة التطهير العرقي التي ينفّذها ضد الفلسطينيين بهدف توسيع المستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية، في حين يكتفي المجتمع الدولي بالصمت حيال جرائم الاحتلال وعمليات التطهير العرقي التي يقوم بها.
وتعليقاً على ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن إعلان الاحتلال الاستيلاء على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح يمثل جريمة تطهير عرقي بحق الفلسطينيين، حيث سيترتب على ذلك تهجير وتشريد 500 فلسطيني، لافتاً إلى أن اللجنة التنفيذية طالبت الأمم المتحدة بوقف عملية التهجير التي يقوم بها الاحتلال في الحي، وبيّن أنه ستتم مخاطبة المحكمة الجنائية الدولية بشكل عاجل حول هذا الملف، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية إلى التخلي عن صمتها، والتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أشار المختص في شؤون الاستيطان جمال جمعة إلى أن حي الشيخ جراح يعدّ أحد أبرز الأحياء الفلسطينية خارج أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، ويشكل حلقة الوصل بين المدينة المقدسة والعيسوية وشعفاط وبيت حنينا، لافتاً إلى أن الاحتلال يهدف من عمليات الاستيلاء على منازل الفلسطينيين في الحي إلى تحويل تلك المنازل إلى بؤر استيطانية، ومحاصرة البلدة القديمة في القدس المحتلة بالمستوطنات.
إلى ذلك، تحاصر قوات الاحتلال قرية بيت إكسا بجدار الفصل العنصري، وتمنع الفلسطينيين من الدخول والخروج إليها إلا عبر حاجز يتعرضون عليه لأبشع أنواع التنكيل بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.
يأتي ذلك فيما شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، استهدفت فيها نقطة رصد للمقاومة الفلسطينية شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، كما طال القصف أرضاً زراعية قرب جبل الريس في حي التفاح من دون إصابات.
وفي رام الله، وللأسبوع الثاني على التوالي، يواصل الاحتلال اقتحام المدينة، حيث أصيب سبعة فلسطينيين بجروح خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، أحدهم تعرّض لعيار معدني مغلف بالمطاط في عينه، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما ذكر شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة بين الأحياء السكنية، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق، جرى علاجهم ميدانياً.
كما استشهد الشاب الفلسطيني أنور محمد قديح “33 عاماً” متأثراً بجراح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال قبل عدة أسابيع خلال مشاركته بمسيرات العودة وكسر الحصار شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في حين أكدت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة في قطاع غزة أن استمرار قوات الاحتلال في استهداف الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، مشيرةً إلى أنها تملك العشرات من الأدلة الدامغة على تعمّد الاحتلال قتل المتظاهرين الفلسطينيين وإصابتهم. وقال عضو الهيئة صلاح عبد العاطي: “إن من حق الفلسطينيين إعلاء صوتهم والتظاهر ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة بحقهم”، مشدّداً على استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها بكسر الحصار في قطاع غزة، وطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم التي اقترفوها بحق الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه اقتحم مستوطنون قرية برقة شمال نابلس بالضفة الغربية، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إن مستوطنين اقتحموا القرية، وقاموا بتخريب مئات الأشتال الحراجية التي أعدّها الفلسطينيون لزراعتها بقصد تحويل بعض الأراضي إلى محمية طبيعية”، فيما اقتحمت قوات الاحتلال قرية بيت إكسا شمال غرب مدينة القدس المحتلة وهدمت منشآت زراعية، وقال عضو المجلس القروي بلال المشني: “إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية برفقة عدد من الجرافات وهدمت عدة منشآت زراعية”.
كما دهمت قوات الاحتلال عدة منازل للفلسطينيين في قرية عرابة بمدينة جنين ورام الله في الضفة الغربية واعتقلت سبعة فلسطينيين، فيما أكدت القوى الوطنية الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية أن مخططات الاحتلال للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في قرية دير دبوان شرق المدينة لن تمر بفضل صمود الشعب الفلسطيني، مشدّدةً على ضرورة حشد كل الإمكانات لتعزيز المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال، ودعت الفلسطينيين إلى المشاركة الواسعة في مسيرات جبل الريسان والمغير وبلعين ونعلين يوم الجمعة القادم ردّاً على إجراءات الاحتلال وممارساته التعسفية بحق الفلسطينيين.
وكانت سلطات الاحتلال استولت الأربعاء الماضي على 139 دونماً من أراضي الفلسطينيين في قرية دير دبوان شرق رام الله لتنفيذ مخطط استيطاني جديد يربط بين مستوطنتين مقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة.