بعد عام على التحرير.. “الدير” يعود إلى حياة الخدمات؟
دير الزور – مساعد العلي
عام مضى على تحرير دير الزور من العصابات المسلحة لتعود الحياة من جديد بعودة الأهالي إليها وسط تحسن ملحوظ في المستوى الخدمي والمعيشي عن السابق، وهنا لابد من الإشارة إلى الخدمات التعليمية والصحية والزراعية، ففي مجال الصحة توفرت الأدوية واللقاحات، وتم تفعيل عمل المشفى والمستوصفات لتقدم الخدمات الصحية، أما التعليم فقد شهد نقلة نوعية في دير الزور البوكمال الميادين وكل البلدات التي عاد إليها الأهالي لتتعزز المسيرة التعليمية بكوادر من المعلمين والمدرسين والمقاعد والكتب المدرسية، وفتح مدارس بشكل سريع في كل المنطقة بعد غياب طويل استمر عدة أعوام سببه الجماعات الإرهابية المسلحة التي أغلقت المدارس تحت عقوبة الإعدام لمن يدرس المناهج الحكومية.
أما الناحية الخدمية فلا بد من ذكر محاسنها ومساوئها، فهناك حركة عمل في دير الزور من نظافة مستمرة على مدار الأسبوع أساسها ترحيل القمامة وفتح الشوارع وتزفيت الطرقات وتنظيم الأسواق ومتابعة إعمار المنازل المتضررة حسب الإمكانات المتوفرة حالياً، وخاصة في البوكمال. أما المياه فهي كفيلة بإبعاد العطش عن الناس في مدنهم وقراهم المحررة، فقد فتحت المحطات أبوابها من جديد لتعود عملية ضخ مياه الشرب إلى المنازل في الريف والمدينة وبشكل سريع، إضافة إلى الكهرباء التي وصلت إلى كثير من المدن والبلدات ماعدا البوكمال وريفها فهي مغيبة منذ تحريرها.
ومع العودة السريعة للأهالي اتجه الفلاحون والمزارعون إلى الأرض لتعود عجلة الزراعة سريعاً مع تأمين مستلزماتها من بذار وأسمدة ومحروقات، وهنا الدور الأكبر للجمعيات الفلاحية التي فعلت عملها بخدمة الزراعة والمزارعين وتسويق المنتجات من قطن وحبوب وخضروات، كما عادت الأسواق إلى طبيعتها وبشكل قوي وبأسعار بسيطة كما هي حال المدن في المحافظات الأخرى، فأصبحت المؤسسات حاضرة وتحوي كافة أنواع المواد الغذائية، إضافة إلى القطاع الخاص الذي قدم للسوق كل أنواع المواد الغذائية والصحية، ولاننسى الدور الهام في حياة المواطنين بتوفر مادة الأسمنت والبلوك والحصى والحديد من مؤسسة عمران التي فتحت عدة منافذ لها في المحافظة ليتسنى للمواطنين عملية الترميم والتأهيل للمنازل وبشكل يومي.