الجيش يحبط محاولات تسلل إرهابية في ريف حماة
ردت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ريف حماة الشمالي أمس على خروقات التنظيمات الإرهابية لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح، وأحبطت محاولات تسللهم من عدة محاور باتجاه نقاط عسكرية وقرى آمنة للاعتداء عليها، وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد. وفيما أكدت الخارجية الإيرانية أن وجود القوات الأميركية في سورية كان خاطئاً منذ البداية وغير مبرر، شدد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية أن كيان الاحتلال والنظام التركي والتحالف الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب يمارسون أساليب إرهاب الدولة لتحقيق مآربهم في الهيمنة على المنطقة.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات الجيش المتمركزة في ريف منطقة محردة لحماية المدنيين في القرى والبلدات الآمنة رمايات نارية مركّزة على محور تحرك وتسلل مجموعات إرهابية في محيط قرية حصرايا وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد. كما أفشلت وحدة من الجيش محاولة تسلل مجموعات إرهابية من وادي الدورات في محيط بلدة اللطامنة شمال مدينة حماة بنحو 30 كم باتجاه نقاط عسكرية للاعتداء عليها في المنطقة، وردتها على أعقابها بعد إيقاع عدد من أفرادها قتلى ومصابين.
وفي وقت لاحق ردت وحدات الجيش العاملة بريف محردة الشمالي الغربي على خروقات الإرهابيين لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح بعمليات مركّزة على مواقعهم ومحاور تحركهم وتسللهم في قرية أبو رعيدة الشرقية موقعة خسائر في صفوفهم.
وتنتشر في أرياف حماة الشمالي ومدينة إدلب وريفها وريف حلب الغربي مجموعات إرهابية من تنظيم هيئة تحرير الشام الذي تتزعمه “جبهة النصرة” التي خاضت معارك طاحنة خلال الأيام الماضية، وهزمت أشقاءها من التنظيمات الإرهابية مثل نور الدين الزنكي وأحرار الشام وغيرها، وأجبرتها على الانضواء تحت رايتها لتنفيذ مزيد من المجازر بحق السوريين، واستكمال دورها المرسوم لها من قبل مشغليها ومموليها من الأنظمة الإقليمية والغربية المعادية للسوريين ودولتهم.
سياسياً، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: إن مجيء الأميركيين إلى سورية كان خاطئاً وقراراً عبثياً ولا مبرر له وعليهم الرحيل، وإلا فسوف يتم إجبارهم على المغادرة من هناك انطلاقاً من حقائق التاريخ ومقاومة الشعوب.
وبين أن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه سببت غضباً عارماً لدى كيان الاحتلال الصهيوني، مجدداً التأكيد على أن بلاده ليس لديها وجود عسكري في سورية، وقال: لقد تمت دعوتنا من قبل الحكومة السورية للقيام بمهام استشارية من أجل مكافحة الإرهاب في سورية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في الـ 19 من كانون الأول الماضي بدء انسحاب القوات الأميركية من سورية وعودتها إلى الولايات المتحدة غير أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا رأت يوم الجمعة الماضي أن لدى موسكو انطباعاً بأن الولايات المتحدة تسعى إلى التراجع عن سحب هذه القوات.
إلى ذلك، جدد المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي استمرار دعم بلاده لسورية في حربها ضد الإرهاب، وأشار إلى أن المستشارين العسكريين الإيرانيين موجودون في سورية بناء على طلب من حكومتها من أجل مكافحة الإرهاب.
وفي براغ، أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية الدكتور ستانيسلاف غروسبيتش أن كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام التركي والتحالف الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب يمارسون أساليب إرهاب الدولة لتحقيق مآربهم في الهيمنة على المنطقة، وشدد على أن وجود قوات أجنبية في سورية دون دعوة من حكومتها الشرعية فيها أمر مرفوض، ويؤدي إلى وقوع المآسي فقط، مشيراً الى أن الهدف من هذا الوجود محاولة عرقلة عمليات الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين وتأخير حل الأزمة في سورية.
وأدان غروسبيتش العدوان الإسرائيلي الأخير في محيط مدينة دمشق، مؤكداً أنه تم جراء مضي سورية في تحقيق انتصارها النهائي على الإرهاب، ولهذا يشعر قادة الكيان الاسرائيلي بالخوف من ضعف موقعهم، وشدد على أن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وخرقها بشكل متكرر المجال الجوي اللبناني يظهر مدى احتقارها للقانون الدولي وتجاهلها لسيادة الدول، الأمر الذي لا يمكن التسامح معه، مديناً في الوقت نفسه الاعتداءات التي يقوم بها ما يسمى بـ “التحالف الدولي” بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي على الأراضي السورية، وأشار إلى أن السياسة الإسرائيلية إلى جانب ممارسات النظام السعودي تقفان وراء الوضع المتأزم القائم في المنطقة، الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه.
وفي بيروت، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ضرورة عودة العلاقات اللبنانية السورية لطبيعتها على الصعد كافة، وندد بري خلال لقائه أمس في بيروت مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ديفيد هيل والسفيرة الأمريكية في لبنان اليزابيث ريتشارد بالخروقات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية للقرار 1701، وتجاوز قوات اليونيفيل، ومواصلة الاعتداء على الخط الأزرق والأراضي اللبنانية.