المقدسيون يتصدّون لاعتداءات الاحتلال على الأقصى وقبة الصخرة
في اعتداء إسرائيلي جديد، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على الفلسطينيين، برفقة ما يسمى وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أرئيل، كما حاصرت قوات الاحتلال مسجد قبة الصخرة، ومنعت المصلين الفلسطينيين من أداء صلاة الظهر برحابه، فيما سمحت لـ90 مستوطناً باقتحامه، واعتدت بالضرب على مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني.
كما اعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين خلال مشاركتهم بمظاهرة لفك الحصار عن المسجد، ومنعت دخول رئيس مجلس الأوقاف وعدد من مسؤولي الأوقاف إليه.
وفي وقت لاحق انسحبت قوات الاحتلال من باحات المسجد الاقصى ومحيط قبة الصخرة تحت ضغط المقدسيين، فيما قام حراس المسجد الأقصى بإغلاق الأبواب لدى محاولة قوات الاحتلال اقتحام المسجد بالقوة.
ورداً على ذلك، ندّد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس باعتداء قوات الاحتلال على المسجد الأقصى وحصارها لمسجد قبة الصخرة، داعياً المجتمع الدولي إلى وقف هذه الاعتداءات، ولفت إلى أن مخططات الاحتلال الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة والتدخل في شؤون الحرم القدسي والحفريات المكثّفة أسفل الأقصى، ما هي إلا محاولة لتغيير الأمر الواقع في الحرم وفرض سلطة الاحتلال عليه.
من جهتها، أدانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان اعتداءات الاحتلال الخطيرة على المسجد، والتي تأتي في إطار ممارساته العنصرية ضد مدينة القدس المحتلة، داعيةً الفلسطينيين للتوجّه إلى الأقصى والدفاع عنه، وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتهم والعمل على وقف جرائم الاحتلال الذي يضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط مستغلاً الانحياز الأمريكي له لتمرير ما يسمى بـ”صفقة القرن”.
وكانت حركة فتح أعلنت بدء اعتصام مفتوح في صحن قبة الصخرة حتى انسحاب قوات الاحتلال منه والسماح للفلسطينيين بالصلاة في مسجدهم، واستنكرت اعتداءات الاحتلال على الأقصى، داعيةً الفلسطينيين للتصدي لمحاولاته اقتحام مسجد قبة الصخرة، فيما طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرّك لوقف اعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، وقال المتحدّث باسم الحكومة يوسف المحمود: “إن اعتداء قوات الاحتلال على المسجد الأقصى ومحاصرة مسجد قبة الصخرة جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة والمقدسات”، وطالب المجتمع الدولي بالتحرّك الجدي والعمل على وقف اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاسبته على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
من جهتها، ندّدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بالحملة الشرسة التي يشنّها الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، مؤكدةً أنها تأتي في إطار مخططاته لتهويد الحرم القدسي ومدينة القدس المحتلة.
في الأثناء، استشهد طفل فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال شرق جباليا شمال قطاع غزة يوم الجمعة الماضي خلال مشاركته بمسيرات العودة وكسر الحصار عن القطاع، وقالت مصادر طبية: “إن الطفل عبد الرؤوف إسماعيل صالحة “14 عاماً” استشهد إثر إصابته برصاصة في الرأس شرق جباليا في جمعة “صمودنا سيكسر الحصار”، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مدن الخليل ورام الله وبيت لحم بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت تسعة منهم.
يأتي ذلك فيما أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي مجدداً انتهاكات كيان الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وأرضه وممتلكاته ولا سيما مخططاته الاستيطانية التوسعية في مدينة القدس المحتلة، وأكدت، خلال لقائها في مدينة رام الله وفداً برلمانياً أسترالياً، أن الاحتلال مستمر في إصدار القوانين العنصرية والقتل المتعمد والإعدامات الميدانية بحق الشعب الفلسطيني واستهداف المظاهرات السلمية ومستمر بالاقتحامات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، لفتت عشراوي إلى أهمية المشاركة العالمية للقيام بدور جاد وفعال لمساءلة ومحاسبة مسؤولي كيان الاحتلال وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس وتأمين عودة اللاجئين وفقاً للقرار الأممي 194.
وفي بيروت، أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن إيجاد حل للقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط يسهم في تهدئة الأوضاع في لبنان والمنطقة بشكل عام، داعياً الولايات المتحدة إلى دعم عملية السلام العادل والشامل في هذه المنطقة، وقال، خلال استقباله نائب وزير الخارجية الأمريكي ديفيد هيل في قصر بعبدا: “إن عملية ترسيم الحدود في جنوب لبنان تأخرت، ولكننا نأمل أن تستأنف قريباً للحفاظ على التهدئة”.