تمازج الشرق والغرب على أنغام غيتار نور الدين العيد
خيط خفي يربط بين رومانسية رواية”ماجدولين” ومقطوعة”ماجدولين” التي ألّفها الموسيقي نور الدين عيد على الغيتار هدية لأمه، وعزفها صولو منفرد ومضت بلحن هادئ، وقد افتتح بها أمسية ماجدولين في مسرح الحمراء التي أقامتها مديرية المسارح والموسيقا، وتميّزت بتنوع الأنماط الموسيقية بين التانغو والفلامنكو والكلاسيك ومزجت بين الغرب والشرق، وطوّعت ألحان الموشحات من التراث السوري على آلات الغيتار، وأبدعت بجمالية ألحان مدرسة الرحابنة، فكانت نواة انطلاق فرقة صغيرة مؤلفة من عازف الدرامز فادي الخوري، ويزن الجاجة غيتار باص، وعازف الكمان علاء الجمال، وأصيل سكيكرغيتار كلاسيك، بقيادة عازف الغيتار نور الدين عيد الحامل الأساسي للفرقة.
بدأت الأمسية بعد افتتاحية ماجدولين بأجمل مقطوعة حبّ كلاسيك ” استوريس” عزفها عيد كصولو وتميّزت بالوقفات الحادة كفواصل.ثم عزفت الفرقة كاملة مقطوعة “مالغونيا” من نمط الفلامنكو فبدأت بنغمات الغيتار للعازف عيد ثم بتصاعد اللحن بحضور قوي للدرامز وبقية الغيتارات ودخول الكمان في منتصف اللحن، الفلامنكو كانت مدخلاً لعزف ألحان موشح”لما بدا يتثنى” وبدا حضور الكمان بالامتداد اللحني، ورغم عدم اعتياد الجمهور على هذه التجربة إلا أنهم تفاعلوا مع الأداء الجميل.
التفاعل الأكبر كان بانتقال الفرقة إلى نمط التانغو بعزف أشهر مقطوعة”لا كومبارسيتا”، وعزفت الفرقة بإحساس فيروز الدافئ وبتوزيع موسيقي جميل”أنا لحبيبي وبعدك على بالي ونحنا والقمر جيران وكان الزمان وكان”، ليعود عيد إلى تجربة التأليف بمقطوعة “ديزيرت” بالعزف الجماعي وتقترب من النمط الغربي بتصاعد اللحن وحضور الدرامز القوي. وانتهت الأمسية بارتجالات جماعية فعرّف كل موسيقي عن خصوصية آلته بصولو.
وعن تجربته بالتأليف التي مزجت بين الشرق والغرب والتراث السوري ومدرسة الرحابنة أوضح عيد بأنه مزج بين الشرق والغرب بين المدرسة الرومانتيكية وكوردات معينة، كما في مقطوعة ماجدولين التي بُنيت على صولو من مقام لامينور، وأنه مع تطويع موسيقا الموشح على الغيتار، وأن هذه التجارب مازالت في بداياتها ومع الزمن ستفرض حضورها.
في حين بيّن عازف الكمان علاء الجمال أهمية التوزيع الموسيقي في إنجاح المقطوعات وبأن الموسيقا حالة اجتماعية تجمع عازفين من مختلف الانتماءات ليوصلوا رسالتهم الموسيقية الهادفة.
ملده شويكاني