الفرصة متاحة
كشفت الأزمات اليومية الخدمية والمعيشية التي ما زالت إفرازاتها السلبية تقض مضجع المواطن وتزيد من همومه ومتاعبه، عورة الإجراءات والتدابير والمعالجات المنقوصة من قبل المعنيين والقائمين على العمل الخدمي والتنفيذي في المحافظة، والذين باتوا على مسافة بعيدة بين ما هو منوط بهم من مهام وبين تحقيق الحد الأدنى من حاجات ومتطلبات المواطنين؛ ما أدى بالنتيجة إلى تفاقم حدة الأزمات وزيادة معاناة المواطنين والتي فاقت كل حدود التحمل وصبر أيوب.
ولعل حالة القصور والترهل التي تشوب مفاصل العمل في مختلف الميادين وعلى كافة المستويات الإدارية والإنتاجية والخبرات والكفاءات والعمل التنفيذي، يستدعي إعادة النظر كلياً في الهيكليات وفي الخطط والبرامج، التي ما زالت عاجزة حتى اللحظة في التقدم خطوة واحدة نحو الأمام، وما الكلام والمطالعات والتصريحات والتطمينات التي تصدر بين الحين والآخر عن بعض المعنيين والمسؤولين إلا ذر الرماد في العيون في محاولة منهم لتحويل الأنظار عن حقيقة النتائج غير المرضية والتي تثبتها الأرقام ومعدلات ونسب العمل المتراجعة والمتعثرة في مجمل المشاريع الإنتاجية والتنموية، باستثناء البعض منها والتي غالباً ما ترتبط إنتاجيتها بجدية عمل ومتابعة رأس الهرم، وبروحية المبادرات الشخصية.
وبالتأكيد هذا الوجع والخلل المتزايد الذي يصيب المفاصل والمؤسسات بمختلف فروعها وتخصصاتها، يقتضي إجراء تقييم آني ودوري يشمل مراجعات شفافة ودقيقة لمفردات العمل بشقيه الإداري والإشرافي والرقابي، وبما يضمن تصويب العمل التنفيذي والإنشائي، وفرز المقصرين والفاسدين، وتبيان الأخطاء والعيوب قبل استفحالها، وبالتالي صعوبة معالجتها.
ويبدو أن الأمر يحتاج إلى ثقافة جديدة تطوي صفحة الماضي وتنتمي وتنتسب إلى المرحلة الراهنة والمستقبلية التي فرضتها مفرزات الحرب الإرهابية الظالمة، كواقع لا مفر منه للتعاطي مع المخرجات والأزمات بروح العمل الوطني التشاركي والتكاملي كمؤسسات وأفراد.
ونعتقد أن الفرصة ما زالت متاحة لجميع القطاعات العام والخاص والمشترك لاستدراك ما فاتها، وزج كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والتقنية والفنية، ولعب دور مهم ومؤثر وفاعل في تحقيق الغايات والأهداف المنشودة، وعلى مختلف الصعد الخدمية والاقتصادية والتنموية، وهو ما يجب أن يرتبط ويقترن أولاً بالنوايا الصادقة والمخلصة وتغليب مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار، فهل نفعل؟!
معن الغادري