أخبارصحيفة البعث

الحياة تعود إلى طبيعتها في حي الخالدية 

 

في أجواء يسودها الأمن والأمان عاد نسغ الحياة بقوة إلى حي الخالدية بحمص مع عودة أكثر من 3 آلاف أسرة إلى منازلهم التي هجروا منها قسراً بسبب الإرهاب قبل أن يحرر الجيش العربي السوري الحي في تموز 2013.

تجلس اليوم السيدة خنساء دندشي مع جارتها ماجدة عروب أمام منزليهما على الرصيف في لحظات مشمسة هاربة من أجواء قطبية تشهدها المنطقة وعلامات السعادة بادية عليهما بالعودة إلى منزليهما بعد مرارة التهجير لتنعما اليوم بالهدوء والراحة في حيهما الآمن.

وتقول السيدة خنساء: عانيت ارتفاع أجور المنازل وعشت الغربة وظروف التهجير والحرمان ومع إعلان تحرير الحي قررت العودة بعد أن قامت بعض الجمعيات الأهلية والمنظمات الإنسانية بأعمال الترميم والتأهيل للمنازل.

وتنتشر بين شارع وآخر في الحي ورشات للنجارة والحدادة ومحال تجارية لبيع المواد الأساسية للمواطنين العائدين وورشة عريقة لصناعة الحلويات عادت للعمل والإنتاج.

ويقول عبد المعين المعاز صاحب ورشة لصناعة الحلويات أنه عاد لإنتاج مختلف أصناف البيتفور والحلويات في ورشته بعد أن أجرى عمليات التأهيل ولا سيما مع عودة الأمان والحياة الطبيعية. فيما وقفت السيدة غصون بكور ترتب قطع الحلويات في علب خاصة بكل نوع مبدية ارتياحها وفرحها لعودتها إلى بيتها ومزاولة عملها بالورشة داعية كل أبناء الحي المهجرين للعودة إلى منازلهم .

ويشعر المهندس علاء حجق ابن حي الخالدية بكثير من السعادة لعودته مع عائلته إلى منزلهم وسط تزايد أعداد الأسر العائدة يوما بعد آخر، داعياً الجهات المعنية بالحي للإسراع بعودة جميع الخدمات الأساسية ولا سيما المدارس فيما أشار المواطن عبد الله كشكش إلى أنه يعمل اليوم على ترميم منزله والأمور بالحي تسير نحو الأفضل.

وفي ورشة للحدادة يعكف مازن السقا على مزاولة عمله بكل حماسة وارتياح لعودة الحياة الطبيعية للحي داعياً جميع الأهالي لترميم منازلهم والعودة إليها كما لفت أحمد سعيد صاحب ورشة لترحيل الأنقاض وتأهيل البيوت إلى الطلبات المتزايدة من الأهالي الراغبين بالعودة والمنتشرين أغلبهم في حمص والمحافظات.

منجد مندو ورامي شيحا اللذان يعملان في ورشة نجارة عربي منذ شهرين أشارا إلى الإقبال الكبير الذي يشهده الحي على عمليات الترميم من قبل الأهالي والجمعيات الأهلية لإنجاز المنجور الخشبي.

وفي شارع أهل العرب بالحي وأمام ورشته للنجارة يقول المواطن محمد الحلبي الذي تجاوز السبعين من العمر: “كأنو الدنيا كلا مو سايعتني ” ليختصر رسالته إلى كل سوري بأن يعود إلى منزله ووطنه حيث الاطمئنان والأمان .

ويلفت مختار حي الخالدية ماجد الأنصاري إلى عودة أكثر من 3 آلاف عائلة إلى الحي بشكل تدريجي وتزداد وتيرة العودة مع تحسن مستوى الخدمات الأساسية وتأهيل المنشآت التعليمية بالحي. ولا تزال ثمة بيوت في حي الخالدية والأحياء المجاورة تنتظر عودة أهلها وشوارع تتوق لزائريها وحدائق تنظر الأطفال ليعودوا إليها.