المعلم لـ بيدرسون: القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي اللاشرعي الخارجية ترد على أردوغان: سورية مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها
في أول زيارة له إلى دمشق بعد تسلمه مهامه خلفاً لـ ستيفان ديمستورا، بحث مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم سبل إنجاح مهمته والدفع بالعملية السياسية.
المعلم أكد لـ بيدرسون استعداد سورية للتعاون معه بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء التواجد الأجنبي اللاشرعي، ويحافظ بشكل فعلي على وحدة وسيادة واستقلال سورية.
فيما قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين رداً على تصريحات رئيس النظام التركي: إن هذا النظام لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان ويتصرف بما يتناقض مع أبسط مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة. وفي الإطار ذاته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف المعنية بهدف دفع العملية السياسية قدماً، بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي.
وفيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن صمود وصلابة الشعب السوري وجيشه أفشل مخططات الأعداء، جددت كوبا التأكيد على موقفها الداعم لسورية في وجه الحرب الإرهابية، وعبّرت أحزاب مصرية ولبنانية عن تضامنها ووقوفها إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات تستهدف سيادتها ووحدة شعبها.
وفي التفاصيل، قال مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح أمس: إن التصريحات التى أطلقها رئيس النظام التركي أمس تؤكد مرة جديدة على أن هذا النظام راعي الإرهابيين في حوارات أستانا، لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال والعدوان ولا يمكن أن يكون إلا نظاماً مارقاً متهوراً غير مسؤول يتصرف بشكل مستمر بما يتناقض مع أبسط مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الدولية التى أكدت دائماً وأبداً على احترام وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية. وأضاف المصدر إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن محاولة المساس بوحدة سورية لن تعتبر إلا عدواناً واضحاً واحتلالاً مباشراً لأراضيها ونشراً وحماية ودعماً للإرهاب الدولي من قبل تركيا والذي تحاربه سورية منذ ثماني سنوات، وتابع: إن الجمهورية العربية السورية تشدد على أنها كانت وما زالت مصممة على الدفاع عن شعبها وحرمة أراضيها ضد أي شكل من أشكال العدوان والاحتلال بما فيه الاحتلال التركي للأراضي السورية بكل الوسائل والامكانيات.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم قد استقبل في وقت سابق أمس، غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية والوفد المرافق، وجرى خلال اللقاء بحث الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية. ورحّب وزير الخارجية والمغتربين بتولي بيدرسون لمنصبه الجديد مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، معرباً له عن استعداد سورية للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته لتيسير الحوار السوري السوري بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية والذي هو مصلحة سورية بما يؤدي إلى القضاء على الإرهاب، وإنهاء التواجد الأجنبي غير المشروع على كامل الأراضي السورية، ويحافظ بشكل فعلي على وحدة وسيادة واستقلال سورية.
بدوره أعرب المبعوث الخاص عن سعادته بزيارة دمشق في بدء ممارسته لمهامه، مشيراً إلى أنه طلب زيارتها للاستماع باهتمام لوجهة نظر الحكومة السورية من أجل نجاح مهمته، والتقدم للأمام في المسار السياسي، وعرض بيدرسون للقاءات التي سيجريها والنشاطات التي سيقوم بها خلال الفترة المقبلة من أجل تنشيط العملية السياسية، مشدداً على أن هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية وإلا لن يكتب لها النجاح.
وأكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية أنه سيبذل قصارى جهده للتوصل إلى حل سياسي وبما يراعي المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية، مشدداً على التزام الأمم المتحدة بسيادة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب الوزير والدكتور أيمن سوسان معاون الوزير وعبد المنعم عنان مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الأردني أيمن الصفدي: إن بدء عمل لجنة مناقشة الدستور في أسرع وقت ممكن نقطة الانطلاقة للعملية السياسية في سورية، وذلك بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي أوائل العام الماضي.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية بأن لافروف والصفدي أشارا بهذا الخصوص إلى جهود الدول الضامنة في محادثات أستانا، روسيا وإيران وتركيا، في سبيل تشكيل اللجنة، معربين عن أملهما في التعاون المثمر مع المبعوث الأممي غير بيدرسون، وأوضح أن الوزيرين تبادلا الآراء بشأن التسوية في الشرق الأوسط مع التشديد على أنه لا بديل عن الحل السياسي الدبلوماسي للنزاع في المنطقة، وذلك استناداً إلى القواعد القانونية المعترف بها دولياً.
كما بحث لافروف مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل في اتصال هاتفي تبادل الآراء حول الأزمة في سورية، وضرورة الدفع بالحل السياسي، ودعا الوزيران إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى مناطقهم في سورية.
وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع المجلس الإداري بمحافظة كلستان شمال إيران أمس أن أعداء سورية اعتقدوا أنهم سيحققون مخططاتهم في استهدافها، إلا أنهم صدموا بصمود وصلابة الشعب والجيش السوري، وبالتالي فشلت جميع المخططات.
من جانبها جددت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي كاريداد دييغو بيجو التأكيد على موقف بلادها الداعم لسورية في وجه الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، ورفضها التدخل في شؤون سورية الداخلية، وأهمية تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأعربت بيجو خلال لقائها سفير الجمهورية العربية السورية في كوبا الدكتور إدريس ميا في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي عن تقدير كوبا قيادة وشعباً وحزباً للصمود الذي أظهره الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية التي تعرضت لها بلاده مشيدة بتضحيات وبطولات الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية. من جهته أشار السفير ميا إلى العلاقات المتميزة بين البلدين وضرورة تطويرها بما يخدم مصلحة شعبيهما.
وفي بيروت أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي أن سورية انتصرت على الإرهاب، وأفشلت جميع المخططات التي كانت تستهدفها، وأوضح أن أعداء سورية كانوا يسعون إلى إضعافها، إلا أنها تمكنت من إفشال مؤامرتهم، والانتصار على التنظيمات الإرهابية، وأكد الفرزلي أن ما يسمى “الناتو العربي” الذي تحضره واشنطن مصيره الفشل، وهو غطاء للتحالف الخليجي الإسرائيلي.
من جهته أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور أن سورية دولة محورية ومن مصلحة لبنان الذي يرتبط بها بالجغرافيا والأمن والاقتصاد والسياسة الحفاظ على علاقته بها، وأوضح أن “إسرائيل” وأمريكا تسعيان لإبعاد سورية عن العمل العربي المشترك.
بدوره رأى النائب اللبناني السابق إميل لحود أن الوعود الأمريكية للبعض بكسر سورية وموقفها الممانع ذهبت أدراج الرياح، لافتاً إلى أن السبب وراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سورية والخروج من المؤامرة التي كان شريكاً أساسياً فيها هو هزيمته فيها.
وفي القاهرة، جددت الأحزاب الناصرية العربية تضامنها ووقوفها إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات تستهدف سيادتها ووحده شعبها وأراضيها، مشيرة إلى أن الانتصار الذي حققته على الإرهاب أحبط وهزم المخططات الصهيوأمريكية التي تستهدف المنطقة بأسرها، وخلال زيارة لمقر البعثة القنصلية السورية بمصر عبّر وفد من هذه الأحزاب عن تقديره للتضحيات التي قدمتها سورية جيشاً وشعباً دفاعاً عن الأمة العربية.
وقال رئيس الوفد القيادي في التنظيم الشعبي الناصري اللبناني علي عسكر: إن سورية صنعت بصمودها حائط صد أمام كل ما كان مخططاً للمنطقة العربية من محاولات تقسيم وفقاً للأجندات الصهيونية، واستطاعت أن تدحر المؤامرة، وتنتصر رغم استمرار الحرب لسنوات عدة، مشدداً على أن الانتصار السوري ليس فقط في مواجهة التنظيمات الإرهابية، بل في مواجهة من صنعها ومن يقف وراءها.
من جانبه قال الدكتور رياض سنيح رئيس البعثة القنصلية السورية في مصر: إن سورية مستمرة بمحاربة الإرهاب بعقيدة صلبة، وهي تقف اليوم موقف المنتصر، وتعمل على إعادة إعمار ما خلّفته التنظيمات الإرهابية من دمار وخراب.