عملية عسكرية شاملة لضبط الأمن في جنوب ليبيا
أمر القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، ببدء عملية عسكرية شاملة بمناطق الجنوب الغربي، ودعا الجيش أهالي المنطقة إلى الابتعاد عن مواقع الإرهابيين والمجرمين بمدينة سبها، وذلك بعد يومين من وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة تمنهنت الجوية (جنوب).
وأوضح بيان للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي أن الهدف من هذه العملية الشاملة في مناطق الجنوب الغربي لليبيا، هو “حماية وحدة وسلامة التراب الليبي، ومنع العابثين والمخربين من النيل من استقلال ليبيا وسلامة إقليمها”، وأشار إلى أن من أهدافها أيضاً فرض القانون، ووقف الهجرة غير الشرعية، والتصدي للجريمة، وتأمين شركات النفط والغاز المحلية والأجنبية، وإيصال الخدمات الضرورية، من وقود ومواد طبية وغذائية، إلى أهالي المنطقة، وفتح كافة الطرق الرابطة بين الجنوب والشمال وتأمينها.
كما شدّد البيان على أن العملية العسكرية في الجنوب الغربي لليبيا تهدف إلى حماية سكان المنطقة من إرهابيي “داعش” و”القاعدة” والعصابات الإجرامية التي تمارس أبشع أنواع الجرائم من قتل وخطف وابتزاز وتهريب، وقال في هذا الشأن أيضاً: إن هذه العصابات الإجرامية تعمل مع دول أجنبية بهدف إحداث تغيير “سكاني” كبير يهدد الهوية الليبية ومستقبل البلد.
وقال العميد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الليبي في مؤتمر صحفي بمدينة بنغازي (شرق): إن “العملية العسكرية ستعمل على المحافظة على وحدة التراب الليبي، ومنع المخربين والمعتدين من النيل من البلاد”، وطالب من الجميع الابتعاد عن أماكن تمركز “الإرهابيين” في مدينة سبها (750 كلم جنوب العاصمة طرابلس) ومحيطها والمناطق المتاخمة، وأضاف: “تقيّد الحركة عند ساعة انطلاقة العملية حتى إعلان انتهائها لإعطاء حرية الحركة لقواتنا لتنفيذ الواجبات القتالية”.
ووصلت قوات الجيش إلى قاعدة “تمنهنت” الجوية، القريبة من سبها، استعداداً لبدء عملية عسكرية لتأمين الشريط الحدودي مع السودان وتشاد والنيجر، ومواجهة تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيان.
وأعلنت الكتيبة 166 مشاة أنها انتقلت، بكامل أفرادها وعتادها، إلى الجنوب الليبي، ضمن مهمة جديدة لحفظ الأمن، وأضافت، في بيان على صفحتها بموقع “فيسبوك”: إن هذه الخطوة تأتي ضمن انتقال وحدات قوات الجيش تباعاً إلى المنطقة الجنوبية، تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية واسعة لتأمين المنطقة بالكامل والشريط الحدودي مع تشاد والنيجر والسودان، فيما ذكرت قناة “الحدث” التلفزيونية أن كتيبة “طارق بن زياد”، تتجه إلى الجنوب، لـ”مواجهة العصابات التشادية والعناصر الإرهابية التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش”.
وتسيطر قوات الجيش على المناطق الشرقية من ليبيا، ضمن صراع مع حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
ولم تعلن حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، أي تصريح حول انطلاق العمليات العسكرية، خاصة أن مدينة سبها، وبلدات الجنوب الغربي تتبع إدارياً لسلطتها.
بالتوازي، احتل إرهابيو “داعش” بلدة ران في شمال شرق نيجيريا، فيما أخلت قوات الحكومة النيجيرية مواقعها خلال الهجوم، كما فرَّ السكان إثر تردي الأوضاع.
يذكر أن ران هي البلدة الثانية التي تسقط بيد “داعش” بعد باجا، ما يشكّل ضربة لمساعي الرئيس محمد بخاري لهزيمتهم قبل أسابيع من الانتخابات.
وتعيش ليبيا منذ عدوان حلف الناتو عليها عام 2011 حالة من الفوضى والفلتان الأمني في ظل انتشار التنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق.