واشنطن أنفقت 6 تريليونات دولار على حروبها العبثية
يوماً بعد يوم تتكشف النتائج الكارثية للسياسات الأمريكية حول العالم، حيث تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن الآثار السلبية التي تتركها التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية للدول من انعدام الأمن وانتشار الإرهاب والأمراض الاجتماعية والأوبئة، وذلك تحت عناوين شتى أبرزها ادّعاء الحكومات الأمريكية المتعاقبة مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي تؤكد فيه الوقائع على الأرض أن تلك الحروب الأمريكية العبثية كانت مجرّد عنوان للتغطية على آلاف المليارات من الدولارات المهدورة، التي ينبغي على دافع الضرائب الأمريكي دفعها فيما بعد بما يوحي بأن هناك عملية سرقة منظمة تختبئ وراء هذا الأمر.
فقد كشفت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية أنه ومنذ أن بدأت الولايات المتحدة حروبها وتدخلاتها في دول العالم تحت الحملة المزعومة لمكافحة الإرهاب بعد هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001، تم إنفاق مبالغ عالية وصلت إلى تريليونات الدولارات ما يطرح تساؤلات عدة، أولها “هل باتت الولايات المتحدة الآن أكثر أمناً بعد هذا الحجم الهائل من الإنفاق”؟!.
وقالت المجلة في تقرير لها: إن “واشنطن أنفقت منذ عام 2001 حتى نهاية العام الجاري نحو 5.9 تريليونات دولار، وهذا المبلغ يتضمن أكثر من تريليوني دولار أنفقت في العمليات الخارجية و924 مليار دولار أنفقت على الأمن الداخلي و353 مليار دولار أنفقت على الرعاية الصحية ورعاية جرحى الحرب والمعاقين من أفراد القوات الأميركية في مناطق النزاعات، هذا بالإضافة إلى تكلفة الفائدة على الأموال المقترضة، وهو ما يعني أن الشعب الأمريكي سيسدّد تلك الديون على مدى عقود قادمة”، وأوضحت أن “هذه الحرب المزعومة على الإرهاب تبدو لا نهاية لها، حيث يوجد اليوم نحو 40 بالمئة من القوات الأمريكية خارج بلادهم، وتقود الولايات المتحدة 65 برنامجاً تدريبياً أمنياً تمتد من أدغال كولومبيا حتى الأدغال في تايلاند وبتكلفة تقدّر بمليارات الدولارات”، لافتة إلى أنه كان “من الممكن قبول هذا الحجم من الإنفاق لو أنه جعل الولايات المتحدة أكثر أمناً، ولكن يبدو أن العكس هو ما يحصل”.
وأشارت المجلة إلى أنه وحسب دراسات استراتيجية دولية وبعد سنوات من انطلاق الحملة المزعومة لمحاربة الإرهاب التي قادتها الولايات المتحدة، زاد عدد المسلحين المتطرفين بنسبة 270 بالمئة منذ عام 2001 وفي عام 2018 كان هناك 67 منظمة إرهابية تعمل في جميع أنحاء العالم بزيادة قدرها 180 بالمئة، وقد يصل عدد المسلحين إلى نحو 280 ألفاً، وهو أعلى رقم خلال 40 عاماً، والمفارقة تتمثل في أن أغلبية هؤلاء المسلحين يتمركزون في العراق وأفغانستان وليبيا، وهي دول إما أنها تعرّضت للغزو الأمريكي، وإما تم قصفها من القوات الأمريكية على مدى السنوات السبع عشرة الماضية.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “راسموسن ريبورتس” أن أكثر من نصف المواطنين الأمريكيين غير راضين عن أداء دونالد ترامب في منصب الرئيس الأمريكي.
وحسب نتائج الاستطلاع التي تم نشرها أمس الأول، فإن 43 بالمئة يؤيّدون نشاط ترامب في منصب الرئيس، مقابل 55 بالمئة من المعارضين.
وقال 32 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم “يؤيدون بشدة” أداء ترامب، بينما “يعارضه بشدة” 46 بالمئة.
ويشير موقع “راسموسن ريبورتس” إلى أن هذا هو أدنى مستوى لتأييد نشاط ترامب منذ عام تقريباً. وبشكل عام شهدت شعبية ترامب، حسب استطلاعات المؤسسة، تراجعاً ملحوظاً، حيث كانت بحدود 50 بالمئة دائماً في كانون الأول الماضي.
ويشير استطلاع آخر لـ”راسموسن ريبورتس” إلى أن 36 بالمئة فقط من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تتطوّر باتجاه صحيح.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة “راسموسن ريبورتس” تتابع مستوى شعبية الرئيس يومياً، وهي محسوبة على التيار المحافظ وذوي المعتقدات السياسية اليمينية، الذين يؤيدون سياسات ترامب بشكل عام.
وشارك في الاستطلاع 1500 مواطن أمريكي، وتبلغ نسبة الخطأ المحتمل 2.5 بالمئة.