لفتات إنسانية سورية .. بنكهة “البرد”
لم يقف الرصاص ولا الإرهاب ولا الحزن يوماً في وجه السوريين، وكذلك لن يفعل “البرد” والأحوال الجوية، وستبقى الإنسانية هي أجمل وأعظم ما يحمله السوري، الذي لابد أن “يهدأ باله” مهما طالت الأيام، والحرب السورية التي طحنت رحاها قلوب السوريين وحرمتهم أبناءهم وسرقت منهم الفرحة، لم تنجح يوماً في أن تسرق إنسانيتهم أو الخير الكامن في أرواحهم، وعند كل محنة كانت القلوب السورية تلتف مع بعضها لتخلق الحلول أو على الأقل العون والمواساة، تماماً كما يحدث مع هذه الأجواء الشتوية الباردة التي يعاني معها السوريون “برداً” مضاعفاً في ظل غياب أساليب التدفئة المختلفة، وحتى عندما لجأوا إلى الحلول البديلة لمواجهة هذا الصقيع – للأسف لم يجدها الكثيرون- فبدأ السوريون ينشرون الدفء بسلوكياتهم الجميلة التي تدخل السرور إلى النفوس وتخبرنا مرة أخرى بأنه “لسه الدنيا بخير”، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد المحلات التجارية التي علقت لافتة مكتوب عليها بالخط العريض: (الأخوة المواطنون الأكارم بمناسبة العاصفة الثلجية التي تمر بها البلاد، نود إعلامكم أنه بإمكانكم استعارة المدافئ الكهربائية خلال العاصفة الثلجية، مع إمكانية إعادتها بعد انتهاء هذه العاصفة، دون أي مقابل، فالمؤمن للمؤمن مثل البنيان المرصوص) تحمل هذه “اللفتة الإنسانية النبيلة” الكثير من الحب والكثير من العطاء والإحساس بالغير، وبالطبع هي ليست اللفتة الوحيدة التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، إذ لاقت العبارة التي كتبها أحد الدكاترة المدرسين في جامعة تشرين صدى طيباً وتقديراً كبيراً من الطلبة والشباب السوريين حيث قام الدكتور المدرس أحمد العيسى في جامعة تشرين –قسم اللغة الإنكليزية- منذ أيام قليلة بكتابة هذه العبارة على رأس أسئلة الامتحانات الخاصة بمادته: “أعزائي الطلبة، نعتذر منكم جميعاً لعدم وجود تدفئة! الإجابات كلمة أو عبارة أو جملة قصيرة ليس أكثر!” وقد اعتبرها الطلاب خطوة جميلة لا تخلو من الفكاهة والإنسانية.
لوردا فوزي