الرهان على ذكاء بطاقة المحروقات الذكية يحرق الأعصاب
سلمية ــ نزار جمول
وجدت البطاقة الذكية الخاصة بتوزيع المحروقات – حسب قول مبتكريها -لمحاربة فساد الإتجار غير المشروع، ومع أن محاربة هؤلاء التجار لا تحتاج إلى الكثير من الذكاء فقد اقتنع المواطن أن هذه البطاقة بذكائها غير المسبوق تستطيع القضاء على مهربي المحروقات وعلى رأسها المازوت الذي يحتاجه لينعم بالدفء، لكن الحصول عليها بات مشكلة ومعاناة أكبر من الحصول على المازوت؛ لأن الفوضى والازدحام أصبحا عنواناً لهذه البطاقة التي هي وحدها التي تخول حاملها للحصول على مادة المازوت.
ومدينة سلمية التي تتسع رقعتها الجغرافية مع ريفها كثيراً لا يوجد فيها أكثر من مركزين يصدرا البطاقة التي أضحت مركزاً رئيسياً لمعاناة مواطنيها بعد أن استعصى عليهم الحصول على حصتهم من الدفعة الأولى البالغة 100 ليتر بدون البطاقة الذكية، وقد علمنا أن 70% من مواطني المدينة وريفها لم يحصلوا على البطاقة الذكية حتى الآن؛ مما يؤكد عدم حصولهم على مازوت التدفئة، وكان الأحرى على الجهات المعنية أن تؤمن على الأقل الدفعة الأولى من المازوت.
الكثير من المواطنين أكدوا أن معاناتهم بالحصول على البطاقة الذكية أصعب بكثير من الحصول على مادة المازوت، معتبرين أن المركزين الوحيدين لن يستطيعا تغطية ربع حجم العمل بسبب الازدحام الكبير؛ لذا وجب افتتاح مراكز إضافية.
وفي ظل استباحة راحة المواطن حاول الكثير من المعنيين في المدينة تأجيل تنفيذ قرار العمل بالبطاقة الذكية لكن دون جدوى، وقرار محروقات حماة يؤكد أن العمل في البطاقة الذكية بدأ اعتباراً من السابع من الشهر الجاري، أي إن أي مواطن لن يستطيع الحصول على حقه من مادة المازوت دون الحصول على البطاقة الذكية التي ستكون محمية من الاختراق لأنها اسمية خاصة بصاحبها.!