رياضةصحيفة البعث

مع نهاية الحلم الآسيوي منتخبنا بعثر أحلامنا.. والأعذار غير مقبولة.. وجمهورنا هو الضحية دائماً

فصل جديد من خيبات رياضتنا كتب في الإمارات، وكان بطله منتخبنا الكروي، مع المعنيين به، فالصدمة التي خلّفها الأداء المخجل والنتائج السيئة أكبر من أن تختصر في سطور، فالحسرة كانت حاضرة، والدموع والمرارة لاتزال في حلوقنا حتى اللحظة، ولن تزول إلا عندما نشاهد محاسبة حقيقية لكل مقصّر.

فتحت شعار: “لا جديد يذكر بل القديم يعاد”، أنهى منتخبنا الوطني مشاركته في البطولة متذيّلاً مجموعته بعد أن كانت الترشيحات تصب باتجاه منافسته على اللقب، لكن الرغبة في الظهور، والبحث عن المصالح الضيقة، والتدقيق في الأمور الصغيرة، بعثرت أحلامنا، وجعلتنا نبكي على ناصية القارة الصفراء.

أسباب وخفايا كثيرة عاشها المنتخب خلال الفترة الماضية، ننتظر أن نرى في أسرع وقت فتحاً كاملاً للملفات، وتحميل كل شخص لمسؤولياته، ولن نقبل بأن يتم تمييع الأمور، والاكتفاء بتحميل ما حصل للمدرب الألماني، رغم أنه كان عاملاً مساعداً في تحطيم أملنا.

الأحلام الممنوعة

وكما أكدنا سابقاً فإن فشل منتخبنا في التأهل للدور الثاني ليس أمراً جديداً، لكن الطريقة التي حدث بها كانت صاعقة على الشارع الرياضي، وخاصة مع كمية الضخ والتأكيدات على أننا سنذهب بعيداً وربما نحمل اللقب، ولكن للأسف زاد لاعبونا من قساوة المشهد بأداء سيىء ترافق مع غياب أي مؤشر على أنهم يسعون فعلاً لتحقيق حلم الجماهير، وأعطوا الانطباع بأن الحلم ممنوع على جماهير كرتنا.

تكلمنا في المرحلة التي سبقت البطولة على أن الإنجاز الذي يسوق له إن تحقق سيكون بمحض الصدفة، أو بفضل مهارة لاعبينا، وعندها لم يعجب الكلام المعنيين، لكن الدليل كان دامغاً على أن التخطيط غير موجود، وبعيد عن فكرنا الكروي المعتمد على الصدف والطفرات.

وأكثر ما يحز في النفس في هذا السياق أن البعض مازال يصر على أن النتائج الجيدة في تصفيات المونديال كانت نتيجة عمل وتحضير، متناسين أن الروح القتالية كانت كلمة السر، وصاحبة اليد العليا فيما تحقق.

إن كنت تدري

وفي الدخول إلى صلب المشاركة نجد أن خفايا كثيرة، وأموراً غير مقبولة كانت تجري داخل معسكر منتخبنا، وطبعاً هذا الكلام ليس ترويجاً للشائعات، أو قيلاً عن قال، بل هو ما أكده اللاعب عمر خريبين بعد مباراة استراليا عبر كلام صاعق عن خفايا كثيرة جرت، وعن مظلومية المدرب الألماني المقال، وعدم مسؤوليته عما جرى، كما أن موضوع إشارة “الكابتن”، وتنقلها بين لاعبين في ثلاث مباريات، وما رشح عن خلافات سابقة عن الموضوع، أدى لوجود شرخ بين اللاعبين يؤشر على صحة ما يقال، فإن كان اتحاد اللعبة ومدير المنتخب يدري فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فعليه بسؤال الخريبين وزملائه علّه يصل للإجابة الشافية بدلاً من الاكتفاء بالنفي الذي لم يعد يمر على أحد.

جلسة فيديو

وإذا كنا حمّلنا اتحاد اللعبة والجهاز الفني المسؤولية الأكبر في هذه النكسة الكروية، فإن اللاعبين، والنجوم منهم، يتحمّلون أيضاً جزءاً وافراً مما جرى، وهنا لابد من التأكيد على أن حمل قميص المنتخب هو شرف لكل لاعب مهما كبر اسمه، أو تضخمت نجوميته، وهذا الموضوع يجب أن يكون حاضراً في ذهن أي لاعب في قادم الأيام.

فبعض اللاعبين كانوا أشباحاً في الملعب، ولم يكونوا عند حسن الظن، واكتفوا بالتواجد الشكلي على أرض الملعب دون أية محاولة لتغيير الصورة، أو التفكير بالجماهير التي تتألم، ومن يشكك في هذا الأمر عليه أن يشاهد مباريات هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم، وخاصة الخليجية، ويقارنها بأدائهم مع المنتخب، وحينها سيدرك أن لاعبينا لم يستطيعوا فهم معنى الاحتراف، ولم يدركوا قيمة قميص المنتخب!.

وللتذكير فقط فإن أحد أبرز نجوم منتخبنا ترك معسكر المنتخب التحضيري وغادر للعب مباراة هامشية في الدوري السعودي دون مبرر واضح سوى مصلحة ناديه؟!.

عذر وذنب

وأمام كمية الحزن التي خلّفتها نتائج المنتخب نجد أن أي عذر يمكن أن يساق لتبرير ما حصل لن يكون مقبولاً بالمطلق، ولا يمكن تسويقه، فإذا كان اتحاد اللعبة يريد تحميل المدرب المقال وزر ما جرى بالكامل، فإن من اختار المدرب هو الاتحاد، وإذا كان الاتحاد يسعى لتحميل اللاعبين المسؤولية فإن “المدرب” هو من اختارهم، وأبدى رئيس الاتحاد تأييده لاختياراته!!.

أما اللاعبون إن أرادوا تكرار أسطوانة غياب الإمكانيات، وقلة الدعم، فالكلام مردود عليهم كون معسكر النمسا، وكمية الدلال التي حصلوا عليها من فنادق، ورحلات، وترفيه، وتجهيزات، ومباريات لم تمر بتاريخ رياضتنا أبداً، لذلك أبواب الأعذار واللعب على العواطف لن تجدي نفعاً، والمطلوب ليس أقل من تحميل كل شخص لمسؤولياته، فكما كان التهليل عند الإنجاز يجب أن تكون المحاسبة متواجدة عند الفشل، وللحديث بقية.

مؤيد البش