جورج عشي في أزقة دمشق القديمة
قال الشاعر نزار قباني”وللمآذن كالأشجار أرواح” وفي معرض الفنان جورج عشي “عين أحبت دمشق” المقام في المركز الثقافي العربي- أبورمانة- كانت أرواح المآذن وبيوتات الحارات القديمة وأزقتها حاضرة إذ أفرد مجموعة صور لحي القيمرية بالذات، والتقط من زوايا مختلفة أقواسها وأزقتها الضيقة التي بالكاد تتسع لشخصين وتعبّر عن التقارب والتآلف وروح المحبة والتلاحم الاجتماعي.
وجسدت كاميرته أجزاء من بيوتاتها بالأبيض والأسود، متوقفاً عند النوافذ الخشبية الصغيرة كجزء من كل وعند أقواسها في مدخل الحارة، لينتقل إلى روح الحياة وإيقاع نبضها الدائر في الحارة بمحالها وحركة المارة والمتجولين بها لاسيما راكبي الدراجات.
وفي جانب آخر من المعرض صوّر بالألوان مجموعة صور لدمشق القديمة أيضاً رصد فيها إعجاب السيّاح الذين يؤمونها، وانتقل إلى محيطها ليصوّر مشاهد من الشارع وأماكن شعبية تعج بالحياة، ووثق عبر كاميرته جمالية المكان ولقطات تشخيصية بعين أحبت دمشق وساكينيها.
وحول أجواء المعرض والإضاءة المعتمة في بعض اللوحات، تحدث العشي بأنه يحب أجواء اللوحة بهذه الإضاءة ويتقصد ذلك ويتحكم بدرجة الإضاءة أثناء طباعة النيغاتيف بكونتراس الصورة وبالتدرج اللوني دون تأثير التحميض بدرجة طبيعية، وخصص جانباً للوحات الملونة للمقارنة بين الملون والأبيض والأسود وإيضاح الفرق للزائرين، فالألوان تقدم صورة جميلة لكنها تفقد الروح الحقيقية للصورة التي نلمسها بالأبيض والأسود.
ويرى عشي أن دمشق القديمة تملك الأسلوبية بالعمارة الفطرية بالطراز المعماري الأثري القديم، لذلك يعشق تصوير عوالمها ويبتعد عن تصوير الأماكن في دمشق الحديثة التي لا تخضع لأنموذج معماري ويشبه بعضها علب الكبريت بشكلها الخارجي.
ملده شويكاني