بعد خيبة المنتخب.. فاقد الشيء لا يعطيه والمسؤولية مشتركة في الفشل الآسيوي
أكثر من مرة قلنا: فاقد الشيء لا يعطيه، هذا هو اتحادنا الكروي، فهو لا يملك أدنى مقومات النهوض، بل لا يملك شيئاً اسمه كرة القدم، فكيف ستنهض كرتنا من واقعها المأساوي؟!.
إن خروج منتخبنا الكروي من الدور الأول من نهائيات آسيا لا يتحمّل فيه اتحاد كرة القدم المسؤولية لوحده، فهذا أقصى ما يستطيع عمله، والواقع أن الهوة بين منتخبنا الوطني لكرة القدم ومنتخبات آسيا العملاقة كبيرة من الفكر، وآلية التحضير، وأسلوب العمل، فحتى الآن لم تختلف ظروف الاستعداد من سنوات بعيدة، إذ يقابل منتخبنا منتخبات أضعف منه بالميزان والتصنيف، بينما نجد كوريا الجنوبية، وقطر، وأوزبكستان، والصين، وإيران تقابل منتخبات عريقة من أوروبا وأمريكا، لذلك فإننا نعتقد أن اتحاد الكرة والمكتب التنفيذي لم يقوما بأدنى واجباتهما تجاه الكرة السورية، ومن هنا نجد الفارق شاسعاً وكبيراً في التفكير وآلية التحضير بين منتخبنا وغيره من المنتخبات، فكيف سنقابلهم؟ وبأي فكر كروي سنتغلب عليهم؟!.
وفي ظل هذا التخبط الكروي مازلنا نبحث عن نتيجة وهمية بفوز يأتي كيفما كان لنسكت آلاف المتعطشين من أنصار كرتنا، ومازلنا ندور في حلقة مفرغة رأسها المدرب، وما زاد الطين بلة أن نجد رئيس اتحاد كرتنا يزج نفسه على دكة البدلاء رغم أن موقعه على المنصة في منظر لم تعتده ملاعب العالم، وسجلنا فيه براءة اختراع، كما وضع نفسه مديراً للمنتخب (وهذا لا يحدث إلا في اتحادنا)، وتدخل في كل شاردة وواردة بين اللاعبين، (وهذا ليس مكانه)، وهنا نسأل: من استبعد الخبرات الكروية، ولماذا؟!.
وفي ظل هذا التخلف الكروي نحن لا نستطيع إلا أن نحمّل المكتب التنفيذي مسؤولية كبيرة، والذي من المفترض أن يجد حلاً لهذا التخبط الكروي لأنه يؤثر بشكل مباشر على المنتخب، وفي الوقت نفسه يؤثر على سمعتنا الكروية.
كرتنا لا تزال تراوح مكانها، والمكتب التنفيذي يتعامل مع كل الأحداث الكروية التي مرت، ومع كل المخالفات للقوانين والأنظمة، ومع كل شطط وسوء إدارة بأذن من طين، وأخرى من عجين، وكأنه يبارك سوء العمل الذي يقوم به اتحاد كرة القدم، ولذلك ستبقى كرتنا تدفع الثمن إذا لم تحدث تغييرات جذرية في عمل اتحاد الكرة، والارتقاء بعمله، واستقطاب الخبرات، والعمل بفكر كروي احترافي، وهذا ما يتحمّل مسؤوليته المكتب التنفيذي لأنه يتدخل بكل شاردة وواردة بعمل اتحاد الكرة، فهل يمتلك الشجاعة لتحمّل الفشل الذي حصل لمنتخبنا في آسيا، ويضع المعايير الصحيحة لإعادة بناء كرة القدم من الألف للياء، أم أنه سينأى بنفسه، ويضع كبش فداء، وتبقى كرتنا تدور بالحلقة نفسها، وتراوح مكانها؟!.
ولابد من الإشارة إلى أن ما حدث من نتائج متميزة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم الأخيرة تحقق فقط بفضل حماسة واندفاعة اللاعبين، رغم التخبط الذي سبق التصفيات النهائية، وتأخير تعيين المدرب، ورغم ذلك حقق لاعبونا نتائج جيدة، (رغم الكوارث التي قام بها اتحاد الكرة)، أي أن ما حققه المنتخب ليس بسبب التخطيط الجيد، والتطور الكروي، والعقل الاحترافي لاتحاد كرتنا!.
محمد عمران