دفاعاتنـــا الجويـــة تتصــدى لعدوان إسرائيلي وتمنعه من تحقيـق أهدافــه والجيش يوجه ضربات دقيقة على محاور تحركات الإرهابيين في محيط إدلب
تصدت دفاعاتنا الجوية أمس لعدوان جوي إسرائيلي ومنعته من تحقيق أي من أهدافه. في وقت وجهت وحدات من الجيش ضربات دقيقة على محاور تحركات المجموعات الإرهابية وكبدتها خسائر كبيرة في العديد والعتاد. وذلك في إطار ردها على خرق مجموعات إرهابية منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحاولتها التسلل باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في ريف حماة الشمالي، فيما ذكر مراسل سانا أن التفجير الذي وقع صباح أمس في منطقة المتحلق الجنوبي على الأطراف الجنوبية لدمشق نجم عن تفجير عبوة ناسفة ولم يتسبب بوقوع ضحايا، وأشار إلى أن هناك معلومات مؤكدة عن إلقاء القبض على إرهابي على خلفية التفجير.
وفي التفاصيل، تصدت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري بكفاءة عالية أمس لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهدافه.
ونددت اللجنة الشعبية العليا العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالعدوان، مؤكدة أن هذه المحاولات الاستفزازية الجبانة لن تثني سورية عن التصدي لكل من يحاول الاعتداء على سيادتها.
وجددت اللجنة في اجتماعها الدوري أمس برئاسة الدكتور محمد مصطفى ميرو دعمها للجيش العربي السوري الذي يخوض معارك البطولة والشرف للقضاء على الإرهاب، لافتة إلى أن هذه الانتصارات ترسم الخطوط العريضة للحل السياسي للأزمة في سورية.
وأدانت اللجنة هرولة بعض العرب لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والحلف العدواني النفطي الصهيوني الأردوغاني الذي يستهدف سورية ومحور المقاومة، داعية الجماهير العربية والمنظمات الشعبية والمؤسسات الفكرية والثقافية والدينية لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
كما وجهت اللجنة التحية لكل من يقف إلى جانب سورية في مكافحة الإرهاب ومواجهة مشاريع تفكيك المنطقة.
وفي السياق، أكد عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينسيفيتش أن العدوان الإسرائيلي على سورية هو انتهاك للقانون الدولي، وقال: إن إسرائيل تتنكر للعقل السليم، فسورية بلد ذو سيادة، وأن القصف الإسرائيلي اليوم هو انتهاك فظ لجميع قواعد القانون الدولي.
ميدانياً، نفذت وحدات الجيش عمليات مركزة على محاور تحرك وتسلل المجموعات الإرهابية في قرية بيت الراس باتجاه القرى الآمنة ونقاط عسكرية بريف حماة الشمالي، ما أسفر عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
كما أحبطت وحدات الجيش محاولة تسلل مجموعات إرهابية من محور كفرزيتا شمال غرب مدينة حماة بنحو 38 كم باتجاه القرى الآمنة والنقاط العسكرية العاملة في المنطقة وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين ودمرت عتاداً وأوكاراً لهم.
وتنتشر تنظيمات إرهابية من أبرزها تنظيم جبهة النصرة وما يسمى كتائب العزة والحزب التركستاني التي تضم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وتعتدي بالقذائف والأسلحة المتنوعة على المناطق المجاورة وتتسلل نحو نقاط الجيش التي تحمي المدنيين في المنطقة.
وفي دليل جديد على تورط النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية تسليحاً وتدريباً كشف موقع نورديك مونيتور السويدي تورط الاستخبارات التركية باستخدام ضباط أتراك سابقين متورطين بجرائم مختلفة وتكليفهم بتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية.
وبحسب مصدر عرف عنه الموقع السويدي بأنه شخصية عملت لسنوات في المؤسسة الأمنية للنظام التركي فإن الاستخبارات التركية شكلت منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية مكتباً خاصاً بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سورية من خلال استدعاء ضباط سابقين من الشرطة والجيش ممن تورطوا في انتهاكات قانونية وكلفتهم بمهمة تدريب وتسليح وتنظيم جماعات متطرفة بينهم عناصر تابعون لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
وبحسب المصدر فقد ساعد إجراء الاستخبارات التركية (المجرمين المدانين) والمشتبه بهم والذين يواجهون تهماً جنائية في نيل حريتهم مضيفاً: أطلق سراح العشرات من العسكريين السابقين عبر حملة منظمة، وتابع: لقد قوضت المؤسسة الاستخباراتية سيادة القانون في تركيا كما تم إطلاق العنان للإرهابيين وتمكينهم على الأرض في سورية. ومن بين القضايا المثيرة التي تحدث عنها المصدر أيضاً شحنة أسلاك تفجير نقلت لتنظيم داعش تحت إشراف جهاز الاستخبارات التركية والتي كشفت عام 2015.
وتنضم هذه الأدلة التي تبين حجم ومدى ارتباط النظام التركي بالتنظيمات الإرهابية المدرجة على لائحة الإرهاب الدولي وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة إلى ما كشفه الموقع السويدي نورديك مونيتور مؤخراً لجهة أن مخابرات النظام التركي ساعدت إرهابياً خطيراً يدعى محمد زاكيروفيتش عبد الرحمانوف الملقب بـ أبو بنات عام 2012 وقدمت له الكثير من التسهيلات من بينها تمكينه من الدخول عبر الأراضي التركية إلى سورية ليتزعم فصيلاً متطرفاً قبل أن ينضم في وقت لاحق إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار الموقع إلى أن الإرهابي (أبو بنات) المدرج ضمن قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي عام 2015 اعترف خلال شهادة له بتعاونه مع المخابرات التركية وأكد تلقيه تمويلاً ودعماً لوجستيا مهما منها تمثل في تقديم الأسلحة والعربات وأجهزة اتصال لاسلكية.
سياسياً، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين إعلان أميركا انسحاب قواتها من سورية دليلاً واضحاً على فشل المشروع الإرهابي الأميركي الإسرائيلي الذي يستهدفها.
وقال صفي الدين في كلمة له أمس إن أميركا حاولت مراراً الوقوف في وجه المقاومة والتضييق عليها وكانت تتحدث عن تغيير وجه منطقة الشرق الأوسط غير أنها لم تتمكن هي والكيان الاسرائيلي من حرف مسار المقاومة التي قدمت التضحيات وانتصرت عليهما، وأشار إلى أن أميركا أصبحت أضعف من أي وقت في لبنان والمنطقة كلها داعياً المراهنين عليها الى عدم السير وراء الأوهام والخداع لافتاً إلى أن أميركا غالباً ما تتخلى عن أدواتها بعد أن تنتهي مهمتهم.
من جانبه، دعا عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان الدول العربية للوقوف إلى جانب سورية وإصلاح الخطأ الذي ارتكبته بحقها وعدم التآمر عليها. وجدد قبلان تمسك القوى الوطنية اللبنانية بالثوابت في الوحدة والعيش المشترك وبالمقاومة والعلاقة مع العمق العربي الذي تمثل فيه سورية موقعاً استراتيجياً وعدم التخلي عنها، لافتاً إلى أن لبنان والمنطقة محاطان بمؤامرات على كل المستويات.
من جهة أخرى أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن المخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة وخاصة محاولة تفتيت سورية وتدميرها فشلت فشلاً ذريعاً، وقال: إن جولة وكيل وزير الخارجية الأمريكية ديفيد هيل في المنطقة كانت تهدف إلى استنهاض معنويات حلفائه المحبطين الذين كانوا يراهنون على انتصار المخطط الأمريكي في المنطقة ولا سيما في سورية ولكن ذلك كله لم يتحقق.
بدوره أكد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية محمد فنيش أن سورية انتصرت على الإرهاب بفضل صمود شعبها وتضحيات جيشها ووقوف حلفائها إلى جانبها، وقال: إن المقاومة في لبنان لا تقبل أن يعاقب من يقف إلى جانبها وتحمل كل أشكال الاتهامات والافتراء والتجني، ولا يمكن أن تتخلى عن دعم حلفائها.
وفي بيروت، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن مخططات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ضد سورية والمقاومة فشلت ولم تحقق أهدافها، وأوضح أن لبنان لن يكون جزءاً من المحور الأمريكي الإسرائيلي حتى لو طبّعت بعض الأنظمة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه لن يكون جزءاً من الخطة الأمريكية لمحاصرة المقاومة، فلبنان كان ولا يزال وسيبقى بلد المقاومة الذي لا يخضع للضغوط، ولا يؤخذ بالترهيب والترغيب، وشدد على أن المقاومة باتت قناعة ومشروعاً وطنياً وخياراً متجذراً لا يمكن لأحد أن يعزلها أو أن يلغي حضورها ووجودها.
بدوره أكد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع أن سورية ومحور المقاومة هزما الهجمة والعدوان الإرهابي الذي كان يستهدف المنطقة بأسرها.
وقال لقاء الأحزاب في بيان: إنه بات واضحاً أن للعدوان على سورية والمقاومة أوجهاً متعددة تارة عبر الأصيل الإسرائيلي وطوراً عبر الوكيل الإرهابي، وكلاهما واحد في الدور والوظيفة والأهداف غير أن سورية انتصرت على هؤلاء الأعداء جميعاً.
كما جدد التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو تضامنه مع سورية في كفاحها الشجاع ضد الإرهاب والعدوان الخارجي، مندداً بالوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في سورية والذي يتسبب بالمآسي والمعاناة للمدنيين الأبرياء.
وأدان التجمع في بيان المجزرة الجديدة التي ارتكبها طيران ما يسمى (التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب) الذي تقوده الولايات المتحدة بحق المدنيين في محافظة دير الزور، مؤكداً أن هذه المجزرة تمثّل جريمة ضد الإنسانية، ولفت إلى أن الهدف من الوجود العسكري الأمريكي في سورية هو تخريبها ومحاولة إخضاعها، موضحاً أن مزاعم التحالف الأمريكي حول محاربة الإرهاب ليس لها أي وجود حقيقي، وعبّر التجمع في ختام بيانه عن ثقته بأن هذا العام سيكون عام الانتصار النهائي لسورية على الإرهاب.