سينما حداد.. أجمل العروض بـ 30 قرشاً
عربة خشبيّة يدفعها رجل متوسط في العمر، تحمل قطعة قماشيّة تحدد مكان وزمان عرض فيلم سينمائي من أفلام “الكاوبوي” أو أحد الأفلام الهندية، تلبي رغبات جمهور الفن ودور السينما، عاش ذلك الجمهور سنوات طويلة أمام شاشة سينما حداد بالقامشلي، أحد أقدم دُور السينما في المدينة، أمّا بريقها فقد توقف في التسعينيات تاركاً معه ذكريات باقية حتى يومنا.
جملة الذكريات عن سينما حداد تعود إلى بداية الخمسينيات، وأول فيلم عرض على خشبتها بعنوان “ذهب مع الريح”، استمر العرض شهراً كاملاً لتعلّق الجمهور به، وتوالت العروض والأفلام على تلك الخشبة لسنين طويلة، كان الحضور من النساء والرجال والأطفال والكبار، خصصت صالة اللوج (مكان الجلوس في الطابق العلوي) للعائلات، أمّا فئة الشباب، فجلوسهم في الطابق الأرضي، والعروض تبدأ في التاسعة صباحاً وتستمر حتّى الـ12 ليلاً، أما أيام العيد، فكان الحضور كبيراً والشارع الذي يقابل السينما يكتظ بالأهالي، وثمن التذكرة حينها بثلاثين قرشاً، مع وجود تخفيضات للطلاب، أمّا ثمن الشطيرة، فكان قرشين، وثمن علبة العصير 15 قرشاً، السينما كانت سبباً لدمج المجتمع مع بعضه البعض.
ومن الذكريات الجميلة أيضاً أنه حدث مرة بعد الإعلان عن فيلم “عنترة بن شداد” جاء 80 شخصاً من القرى على الدواب، شكّلوا أزمة كبيرة في الشارع، سببت مخالفة من البلدية، نتيجة الأوساخ التي خلفتها الدواب بعد مغادرتها، كما زار عدد من نجوم الفن المدينة والسينما قادمين من دمشق أبرزهم: “دريد لحام، ناجي جبر، محمود جبر”، أثناء حضورهم كان الجمهور مضاعفاً، فقط للقاء بهم والتعرف عليهم عن قرب.
أُغلقت هذه السينما عام 1995، وتوقفت عروضها، وباتت منذ ذلك اليوم جدراناً فارغة من أهل الفن وجمهور السينما.
عبد العظيم العبد الله