الاحتلال يبدأ إغلاق مدارس “الأونروا” ويصعّد ضد الأقصى
تمهيداً لقرارها بإغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في القدس المحتلة، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق مدرسة القادسية في البلدة القديمة بالقدس، فيما اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن هذا القرار يشكل مقدّمة لتنفيذ المخطط التهويدي بإغلاق مدارس “أونروا”، وأوضحت أن قرار سلطات الاحتلال بإغلاق مدرسة القادسية ابتداء من العام الدراسي المقبل يستهدف العملية التعليمية ومستقبل جيل من الطلبة الفلسطينيين داخل البلدة القديمة في المدينة المقدسة.
وطالبت الهيئة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لوقف انتهاكات الاحتلال الجسيمة المتمثلة بإغلاق مدرسة القادسية وغيرها من المؤسسات ووضع حد لمخططاته التهويدية.
من جهته، أكد الأمين العام للهيئة حنا عيسى أن قرار سلطات الاحتلال بإغلاق مؤسسات الأونروا بالقدس المحتلة، وبشكل خاص التعليمية والصحية، تهويدي وخطير جداً ويهدف إلى فرض واقع جديد يحرم اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة بالعودة إلى ديارهم، وحمّل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة لما وصلت إليه مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بسبب تقاعسه عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعدم محاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف.
من جهتها، أكدت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مدارس الأونروا في مدينة القدس المحتلة اعتداء سافر على الوكالة وتفويضها ومسؤوليتها في تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية.
وأشارت الهيئة في رسالة وجهها مديرها العام علي مصطفى إلى المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بيير كرينبول إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من انتهاكات وممارسات ضد حقوق الشعب الفلسطيني يدل على عدم الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، داعياً إلى عرض الموضوع على منظمة الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات الرادعة ضد الانتهاكات الإسرائيلية ووضع حد لتصرفاتها.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، أول أمس، أن سلطات الاحتلال ستغلق مدارس ومؤسسات الأونروا في القدس المحتلة اعتباراً من العام المقبل.
وتأسست الأونروا بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1949 بهدف دعم اللاجئين الفلسطينيين في مناطق انتشارهم في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من أيار من عام 1950 على أن تجدد ولايتها كل ثلاث سنوات لغاية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال عدة مدن وقرى فلسطينية وقامت بتفتيش منازل الفلسطينيين في بيت لحم ونابلس وقلقيلية ورام الله والخليل بالضفة الغربية واعتقلت 21 فلسطينياً.
كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، فيما اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا طقوساً استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إجراءات سلطات الاحتلال القمعية ضد المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وأوضحت أن المسجد الأقصى ومحيطه تعرّض في الآونة الأخيرة لإجراءات تهويدية غير مسبوقة، حيث صعّدت قوات الاحتلال ومستوطنوه من اقتحام باحاته وفرضوا حصارهم على المصلين واعتدوا عليهم في قبة الصخرة، وأكدت أن عدم مبالاة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة بما يتعرض له المسجد من مخاطر جدية يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في انتهاكاتها للأماكن المقدسة، مطالبةً مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وعاصمته ومقدساته.
في الأثناء، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المناطق الشرقية من المدينة ترافقها جرافة عسكرية وانتشرت في الشوارع المحيطة بقبر يوسف لتأمين الحماية للمستوطنين ما أدى لاندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين وإصابة شاب برصاصة نقل على إثرها إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج.
في الوقت ذاته، اقتحم 100 مستوطن منطقة برك سليمان جنوب بيت لحم بالضفة الغربية المنطقة ونفذوا طقوساً استفزازية فيها بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما اقتحم عشرات المستوطنين البلدة القديمة بالخليل وسط تعزيزات عسكرية لقوات الاحتلال، فيما اقتحمت قوات الاحتلال برفقة عدد من جرافاتها منطقة الخرجة في بتير غرب بيت لحم بالضفة الغربية واعتدت على الأراضي الزراعية وجرفت نحو 15 دونماً واقتلعت 60 شجرة زيتون.