مشهد درامي.. ألم الروح
جلستْ إلى الأريكة بكل هدوء.. الصمت ملأ المكان.. والحزم حلق فوق صفحات الدفتر الأصفر الذي أمسكته بين يديها بقوة حتى كاد أن يتمزق.. ارتشفت القليل من فنجان قهوتها البارد وبدأت تقلب صفحات ذلك الدفتر الذي احتضن ذكرياتها بحلوها ومرّها عبر سني عمرها.. وعددهم أكثر من عشر سنين.. احتارت عند أي سنة تقف.. حاولت أن تستبعد تلك الذكريات التي دونت في سنين بعينها كانت الأقسى على قلبها.. وفجأة تذكرت أنها غالباً ما تكتب بين طيات هذه السطور وهي في حالة مزاجية عكرة.. وبعد صد ورد بالأفكار وقفت عند تلك الصفحة وانهمرت بالقراءة والبكاء.. إنها الذكرى الأولى التي خانها بها حبيبها.. كانت الحادثة تمر أمام عينيها وكأنها تعيشها اليوم وليس في الماضي.. ومن ثم قلبت بحركة سريعة تلك الصفحات لتقف عند صفحة أخرى هي أشد قسوة من سابقتها.. بحثت عن الوعود والأمل في زوايا الدفتر.. قرأت الأحلام والآمال قبل أن تدمر الآلام ما تبقى من أمل في حياتها.. هي تلك المرأة الجريئة المتفائلة، القوية بابتسامتها، الشجاعة حد الموت.. المتفانية للغير.. وماذا يفيد كل هذا إذا كان ذلك الشريك في حياتها مازال يجهل الكثير من صفاتها ويقف عند حدود جدار منزله ليكوّن أجمل عائلة في المجتمع بين الناس مع الأصدقاء وأمام الأهل، وماذا عن تلك الروح التي تتألم وفي كل مرة يغور الجرح ليكسو لحما جديدا فوق ألم قديم؟. ومن قال أن الجروح تندمل مع الوقت.. هناك غصة في الروح، تلك الروح التي يصعب عليها أن تتعافى من ذكريات حزينة مغلفة بباقة ورد جميلة.. تركت دفترها مفتوحا بقربها وغطت في نوم عميق عسى أن تجد لروحها السعادة في أحلامها بعيداً عن واقعها.
أمينة العطوة