رياضةصحيفة البعث

إلى كوادرنا الكروية: تصحيح الخطأ لا يتم بالتنظير.. وأفكاركم مكانها أروقة الاتحاد!!

منذ توديع منتخبنا الوطني للمنافسات الآسيوية، لم يمر يوم إلا وسمعنا فيه تصريحاً نارياً من أحد نجوم اللعبة السابقين ينتقد ويلوم اتحاد اللعبة على النتيجة التي حصلت، حتى إن البعض تحدث عن وجود خطط جاهزة لديه لقيادة اللعبة نحو النجاح، فيما غمز البعض من قناة إبعاد الخبرات عن أجواء المنتخب لغايات شخصية.

ومع اعترافنا بأن الكثير من كوادرنا تستحق أن تحظى بمكان مميز برفقة منتخباتنا الوطنية، وإنهاء حالة التغييب والإقصاء، إلا أن الشطحات واستغلال الموقف لغايات بعيدة عن مصلحة اللعبة أمر يجب الوقوف عنده، فالجميع تحول بعد الفشل إلى ناقد لاذع، رغم أن كرتنا بحاجة لناصح أمين، وخاصة من أصحاب الخبرات.

شاشات وأضواء

من يتابع الفضائيات المختلفة التي تغطي بطولة آسيا حالياً يجد أمراً ملفتاً للنظر يتعلق بكوادر كرتنا الذين يعملون كمحللين، حيث لعب البعض منهم دور المهاجم الشرس على المنتخب، وبات التسابق على الشاشات المختلفة لنشر أدق التفاصيل التي تخص لاعبينا، ومهاجمة المدرب تارة، والاتحاد تارة أخرى، حتى وصل الأمر للمطالبة عبر هذه الفضائيات بتغيير هيكلية الاتحاد الرياضي العام!!.

وقد يقول قائل إن كلام هؤلاء المحللين صحيح، وفيه جانب من الدقة، وهذا الموضوع عليه شبه إجماع، لكننا نقول بأن مكانه ليس عبر المحطات الفضائية، بل عبر نصائح للاعبين، وحتى للقيادات الرياضية إن كان الهدف فعلاً هو تصحيح الأمور، أما لعب دور البطولة أمام الجماهير عبر إظهار الأخطاء، وتجييش الشارع، فهذا أمر معيب بحق صاحبه.

درس وعبرة

كلنا ساءنا الأداء المهزوز لمنتخبنا، وكلنا نطالب بمحاسبة كل مقصر في تحضير الفريق، وإظهاره بهذه الصورة المشوهة، لكن الحكمة تقتضي أن نوجه نقدنا لجوانب التقصير بطريقة منطقية، فعلى الشاشات “الخليجية” ذاتها التي يطل عبرها خبراؤنا، نجد محللين من جنسيات عربية أخرى يتحدثون عن منتخباتهم سلباً أو إيجاباً دون تشهير أو مطالبات استعراضية، بل تجدهم يقدمون الحلول بطريقة محببة دون مبالغات لا طائل منها.

ويمكن أن نبرر لبعض خبراتنا مثل هذه الهفوات بكونها قليلة الخبرة، أو بعيدة عن الظهور الإعلامي، وتعتقد بأنها بمثل هذه التصرفات ستحظى بالإعجاب، أو أنها ستثبت أقدامها مع هذه المحطات، مع العلم أن الكلام المنطقي هو جواز العبور لقلوب الجماهير.

تبديل المواقف

المشكلة الكبيرة التي تواجه بعض الخبرات هي أنها إما تنسى أو تتناسى بسرعة مواقفها وآرائها في مراحل سابقة، فأحدهم كان قبل فترة داعماً لكل خطوات اتحاد الكرة، ومعجباً بتكتيك وخطط المدرب الألماني، ومؤيداً له في استبعاد فلان وعلان، وأكد هذه المواقف غير مرة عبر مختلف وسائل الإعلام، وآخرها في الندوة التلفزيونية التي جرت قبل البطولة، ولكن مع خروج المنتخب، كان لهذه “الخبرة” رأي مغاير، فتحول لناقد شرس لكل تفاصيل العمل كاشفاً عن عدم رضاه عما كان يجري، وهذا المثال يمكن تطبيقه على كثيرين، وتحديداً في مرحلة البحث عن عمل، فإن كان لها نصيب من “كعكة المهام” فستكون راضية وقانعة بكل شيء، وعند تعيين غيرها ستكون الأوضاع في أسوأ أحوالها.

علة مزمنة

ولأن ذاكرة الكثيرين قصيرة فإن التذكر في هذا المجال ينفع الباحثين عن الحقيقة في زحمة الكلام المغلوط والتسويق لأشخاص عفا عليهم الزمن، فمؤتمر اتحاد الكرة الذي جرى قبل أشهر قليلة كان وسط حضور قليل من الخبرات، وحتى من تحدث منهم لم يدخل في صلب العمل، بل كان المؤتمر خالياً من أي مؤشر للتطوير، والمسؤولية هنا لا تقع على المعنيين في الاتحاد الذين فشلوا في تحفيز الحاضرين فقط، بل أيضاً على الخبرات التي تجود عبر وسائل الإعلام بالأفكار والنصائح، لكنها في المنبر المخصص لطرح رؤيتها تجدها إما غائبة أو تتخذ وضعية المتفرج.

ولكل محب لكرتنا وراغب في تطويرها نقول: مكان هذا الكلام في الاتحاد ومؤتمراته، وعند عدم وجود استجابة، يمكن أن تكون وسائل الإعلام المحلية حصراً هي الحل!.

مؤيد البش