الاستيطان يتصاعد لفصل جنوب الضفة عن وسطها
بوتيرة متسارعة كثّف الاحتلال الإسرائيلي حربه الاستيطانية على الأرض الفلسطينية المحتلة، من خلال إقامة آلاف الوحدات وشقّ طرق التفافية استيطانية، الأمر الذي يهدّد بفصل المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة عن بعضها البعض، حيث أعلن الاحتلال آلاف الوحدات الاستيطانية عن إقامتها مؤخراً في القدس المحتلة وفي محيط مدينة بيت لحم، وذلك في ظل الحرب على الوجود الفلسطيني واستمراراً في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، كان آخرها استيلاءه على مئات الدونمات في قرية بتير غرب مدينة بيت لحم، بينما يبلغ طول الطرق الالتفافية المقامة على أراضي الفلسطينيين في الضفة 1400 كيلو متر بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات.
حرب الاستيطان والتهويد تواجَه بصمود فلسطيني على الأرض من خلال التصدي للاحتلال ومستوطنيه بشكل يومي في جميع المناطق المهددة بالاستيلاء عليها.
وفي تصريح له، أشار عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب إلى أن الاحتلال يشنّ معركة استيطانية شرسة بهدف فصل جنوب الضفة عن وسطها تدريجياً حتى يقضي على البعد الجغرافي للوجود الفلسطيني، لافتاً إلى أن الاحتلال يعمل على تهجير الفلسطينيين من 24 تجمعاً في محيط مدينتي القدس والخليل لإقامة حزام استيطاني متصل بين وسط الضفة إلى شرقها حتى البحر الميت، وأوضح أن الاحتلال كثّف الاستيطان في محيط المدن الفلسطينية، وخاصة الخليل والقرى المحيطة بها ووسط الضفة، وهي القدس وبيت لحم وبيت ساحور، بهدف إنهاء أي تواصل جغرافي بينها.
من جانبه، بيّن الخبير الفلسطيني صلاح الخواجا أن المخطط الاستيطاني الجديد للاحتلال يشكل جزءاً من مخطط أكبر يهدف لفصل وسط الضفة عن جنوبها، حيث سيفصل الخليل وبيت ساحور وبيت جالا وبيت لحم بالكامل، وتمّ لهذه الغاية شق طريق “الأبرتهايد” الذي أقيم على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين بين قريتي عناتا والزعيم، وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على تفريغ كل التجمعات الفلسطينية التي تقع في محيط القدس المحتلة حتى منطقة البحر الميت لربط المستوطنات التي سيقام جزء منها في منطقة الأغوار، موضحاً أن الاحتلال يخطط للاستيلاء على 12 بالمئة من مساحة الضفة لإقامة نحو 40 ألف وحدة استيطانية.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي بوقف الحرب الاستيطانية الشرسة التي يشنّها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرةً إلى أن الاحتلال يعمل على تحويل البلدات والقرى الفلسطينية إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض، محذّرةً من خطورة التعامل مع مساحات الأرض الفلسطينية المسروقة يومياً كأرقام بعيداً عن تداعياتها الكارثية على حياة الفلسطينيين ومقومات وجودهم في فلسطين المحتلة.