بعد كثرة التجارب الناجحة.. فرنسا أولاً في موضة اللاعب المدرب
يتجه العديد من نجوم كرة القدم السابقين إلى التدريب، وهو أمر اعتدنا عليه منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكن تصاعدت هذه الحالة في السنوات القليلة الماضية لتصبح ظاهرة يوقف عندها، ويعتبر نجوم منتخب الديوك المتوّج بلقب كأس العالم 1998 في مقدمة المدربين البارزين هذه الأيام، كزيدان، وديشامب، وهنري، فهل يعتبر من مارس الكرة عملياً أكثر قدرة على قراءة المباراة، أم أن التأهيل والدراسة فقط هما العامل الحاسم؟ وحتى نتمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة لابد من التطرق إلى المسيرة التدريبية لهذا الثلاثي.
دخل ديدي ديشامب عالم التدريب من بوابة نادي موناكو الفرنسي عام 2001، ونجح معه لأربعة أعوام في بناء فريق قوي، وتألق محلياً وقارياً وتوّج معه عام 2003 بلقب كأس فرنسا، وبلغ لأول مرة في تاريخ النادي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2004،ثم ذهب إلى ايطاليا ليدرب نادي السيدة العجوز في 2006، ليرجع بعدها إلى فرنسا من بوابة نادي أولمبيك مارسيليا عام 2009، وأعاده إلى سكة الألقاب، حتى تعيينه مدرباً لمنتخب فرنسا عام 2012، وهنا يتفوق ديشامب على مواطنيه بتتويجه بالكأس الأغلى في مونديال روسيا.
أما أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان فكانت تجربته التدريبية الأولى والوحيدة حتى الآن مع أحد أعرق وأقوى الفرق، نادي ريال مدريد الاسباني، حيث عين عام 2016 خلفاً للمدرب الاسباني رافاييل بينيتيز، وحقق زيدان مع الملكي 9 ألقاب، ويحتل المركز الثاني في قائمة المدربين الأكثر تتويجاً بالألقاب مع النادي خلف ميغيل مونوز الذي قاده لـ 14 لقباً بين عامي1960-1974.
وأخيراً تيري هنري الذي يبدو إلى الآن يحبو في عالم التدريب، سنحت له الفرصة لدخول عالم التدريب كمدرب لنادي موناكو الفرنسي بعد أن قررت إدارة النادي تصحيح الأوضاع بالتعاقد معه لمدة ثلاث سنوات، بعد أن توجهت الأنظار إليه في كأس العالم الماضية عندما عمل كمساعد لمدرب المنتخب البلجيكي الاسباني روبرتو مارتينيز، وتولى هنري المسؤولية خلفاً للمدرب البرتغالي ليوناردو غارديم، وعلى عكس التوقعات التي ذهبت نحو بداية ناجحة لما امتلكه من قدرات فنية كبيرة عندما كان لاعباً، إلا أن انطلاقته كمدير فني جاءت كارثية، ففريق الإمارة لم يحقق القفزة المرجوة، وظل في مراكز الهبوط، ما يهدد مستقبله كمدرب إذا ما قررت إدارة النادي إقالته.
ومما سبق نستنتج أن العامل الذي أنجح ديشامب وزيدان وأفشل هنري هو التأقلم مع الشخصية الجديدة كمدرب، لا التشبث برؤية شخصية لاعب الكرة، فقد عرف ديشامب بشخصيته القيادية، وبانضباطه داخل وخارج الميدان، أما زيدان فتميز بقربه من لاعبيه، وقدرته على حثهم لإخراج الأفضل، بينما يختلف هنري عنهما، فهو إلى الآن لم يجد شخصيته بعد، وكأنه لبس قميصاً فضفاضاً عليه.