دراساتصحيفة البعث

ترامب يصعد العداء مع بيلوسي

 

صعّد دونالد ترامب عداءه مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بشكل دراماتيكي وسط قيام الحكومة بإلغاء رحلتها إلى الخارج التي لم يتمّ الكشف عنها من قبل، وحرمانها من استخدام طائرة عسكرية لزيارة القوات الأمريكية في أفغانستان.
قرار ترامب جاء بعد يوم واحد من اقتراح بيلوسي له بإعادة جدولة خطابه عن حالة الاتحاد المزمع عقده في ٢٩ من الشهر الجاري إلى أن يتمّ حلّ إغلاق الحكومة في إشارة إلى المخاوف الأمنية الناتجة عن الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية. وبعد ساعات من تصريح بيلوسي بأن ترامب ردّ على طلبها بالصمت، نشرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز رسالة من ترامب إلى رئيسة مجلس النواب يؤجل من خلالها سفرها حيث جاء فيها: “يؤسفني إبلاغكم بأن رحلتك إلى بروكسل ومصر وأفغانستان قد تمّ إلغاؤها بسبب الإغلاق، وسوف نعيد جدولة هذه الرحلة عندما ينتهي الإغلاق.. ففي ضوء ٨٠٠٠٠٠ عامل أمريكي لا يتقاضون رواتب أنا متأكد بأنك توافقين على أن تأجيل حدث العلاقات العامة هذا مناسب تماماً، وأشعر أيضاً أنه من الأفضل لو كنتِ في واشنطن تتفاوضين معي لإنهاء الإغلاق”، مضيفاً: “إذا كنت ترغبين القيام برحلتك باستخدام الطيران التجاري فمن المؤكد أن ذلك من صلاحياتك”.
كان من المقرّر أن تغادر بيلوسي مع وفد من الكونغرس يضمّ رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب آدام شيف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت أنجل، حيث انتقد شيف من جهته الرئيس ترامب بشدة بسبب كشفه عن خطة السفر قائلاً: “أعتقد أن قرار الرئيس ترامب بالكشف عن رحلة يقوم بها متحدث إلى منطقة عسكرية كان غير مسؤول تماماً”. فعادة لايتمّ الكشف عن الرحلات الخارجية لأعضاء الكونغرس حتى وصولهم لأسباب أمنية، ومن الشائع أيضاً توفير وسائل نقل عسكرية لوفود الكونغرس، ورئيس مجلس النواب الذي يحتل المرتبة الثانية في الترتيب الرئاسي.
من ناحية أخرى يبدو أن هناك بعض المعلومات المتضاربة حول مكان سفر الوفد، فبعد أن كتب ترامب في رسالته بأن الرحلة كانت إلى بروكسل ومصر وأفغانستان، قال المتحدث باسم بيلوسي دور هاميل في تغريدة له على تويتر إن زيارة نهاية الأسبوع لم تتضمن التوقف في مصر، وأن التوقف في بروكسل هو فقط لاستراحة الطيار، وأن الهدف من زيارة أفغانستان هو التعبير عن الشكر والتقدير لرجالنا ونسائنا في الزي الرسمي لخدمتهم وتفانيهم، وللحصول على إحاطات موجزة حول الأمن القومي والاستخبارات من أولئك المرابطين على الحدود الأمامية.
من جهتهم رأى بعض الخبراء أن قيام ترامب بالإعلان عن زيارة وفد رفيع المستوى إلى أفغانستان من شأنه أن يشكّل خطراً أمنياً في المستقبل، حيث قال ريان غودمان المستشار الخاص السابق في البنتاغون إنه من المحتمل أن يكون الرئيس قد عرّض رئيسة مجلس النواب وأي شخص مسافر معها للخطر بإعلانه عن خططتها للسفر إلى منطقة حرب في المستقبل القريب. وبينما قال مسؤول في البيت الأبيض إنه قد تمّ إلغاء جميع البرامج الأخرى في ظل الإغلاق الحكومي، ردّ مكتب بيلوسي بأن ترامب سافر إلى العراق خلال فترة الإغلاق، كذلك فعل النائب الجمهوري في مجلس النواب لي زلدين.
لقد شكّل قرار ترامب بإلغاء الرحلة مفاجأة لوفد بيلوسي، فقد ورد بأن بعض المشرعين كانوا يجلسون بالفعل على متن حافلة تابعة للقوات الأمريكية خارج العاصمة محاولين تحديد ما إذا كان عليهم المضي قدماً في خطة سفرهم، حتى أن بعض حلفاء الرئيس ترامب عبّروا عن استيائهم من تحركه الانتقامي، ومن بينهم عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولينا، وحليف ترامب ليندسي جراهام الذي قال:”إنه لا يستحق رداً جامداً آخر”، فتهديد ترامب للرئيسة بيلوسي وإنكاره عليها السفر العسكري لزيارة القوات الأمريكية في أفغانستان والحلفاء في مصر وحلف شمال الأطلسي هو أمر غير مسؤول بشكل صارخ، بحسب بعض الخبراء الأمريكيين.
إضافة إلى ذلك ألغى ترامب في الوقت نفسه خطة سفر وفد أميركي إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مشيراً إلى المخاوف بشأن الإغلاق. وكان الوفد يضمّ وزير الخزانة ستيفن منوشين، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير التجارة ويلبور روس، والممثل التجاري للولايات المتحدة روبيرت ليثيزر، إضافة إلى نائب رئيس البيت الأبيض للأركان كريس ليديل.