جامعـــــة دمشـــــق تدخـــــل منهجيـــــة الـــ BIM العالميـــــة فـــــي إدارة التشـــــييد
دمشق – فداء شاهين
بدأت جامعة دمشق كلية الهندسة المدنية بالتعمق في مفهوم نمذجة معلومات البناء BIM العالمية ” Building Information Modeling ” عبر إدراجه بشكل موسع في برنامج الماجستير وبعض الأقسام، لما له من أهمية في عالم البناء من اختصار للوقت وتخفيف للأعباء، وتقليل الأخطاء وتجاوز التكاليف؛ فالبلاد الخارجة من الحرب منتصرة أصبحت في مرحلة البناء، ولكن من يبني وكيف؟ فالعبرة تبقى ليس في تبنّي المنهجية فقط و إنما بالتطبيق.
ولأن البلاد اليوم تخطط لبناء ما هدمته الحرب؛ لذا ينبغي استخدام التقنيات الحديثة في إحداث مدن مستدامة جديدة، وتلافي الأخطاء السابقة التي كانت تحصل في المشاريع، كما بيّنت الدكتورة في الهندسة المدنية – هندسة وإدارة التشييد سونيا أحمد والمدير التنفيذي لمركز BIMarabia للبحث العلمي والمرخص في أوروبا لـ”البعث”، وبناءً عليه تم الاتفاق مع جامعة دمشق على تدريس مادة BIM في ماجستير قسم الهندسة وإدارة التشييد في كلية الهندسة المدنية، وأيضاً في قسم علوم مواد البناء في كلية الهندسة المعمارية، مع وجود طلاب دكتوراه يستعدون لتجهيز أوراقهم العلمية في هذا المجال، حيث أعدت الدكتورة كتاب “الطريق إلى الـ BIM” العام الماضي بالمشاركة مع عمر سليم من مصر ليكون دليلاً مبسطاً للشركات والأفراد الراغبين بالانتقال إلى “البيم”، كما سيتم إغناؤه بمعلومات من المراجع العالمية وتدريبات على البرامج العاملة وفق هذه التكنولوجيا وتقديمها حقيبة متكاملة للطلاب.
وأوضحت د.سونيا أن نمذجة معلومات البناء BIM من أهم وأحدث التكنولوجيات في عالم البناء، وتم تبنيها بشكل تدريجي في معظم الدول الأوروبية، وأمريكا وبريطانيا والدول الاسكندنافية، وأيضاً بعض الدول العربية بنسب متفاوتة. وتعني النمذجة تحويل البناء إلى شكل رقمي وبالتالي الحصول على بنك رقمي لكل معلومات وبيانات المنشأة سواء كانت أبراجاً أو بناء أو طرقاً أو جسوراً أو مدناًَ متكاملة أو ضاحية، وبالتالي الحصول على معلومات متكاملة في مكان ومستودع واحد للبيانات، فهو أسلوب عمل جديد في عالم البناء يشكل 10% منه تكنولوجيا وبرامج جديدة، و90% منه عبارة عن عملية التواصل بين أعضاء فريق العمل “العمل على مبدأ الفريق” للحصول على نتائج أفضل من اختصار للزمن من خلال الاعتماد على 4D الذي يشكل ربطاً ما بين المبنى ثلاثي الأبعاد مع عامل الزمن، بينما 5D هو عامل التكلفة. يتم الحصول عملياً على مشروع متكامل فيه ربط لجميع الاختصاصات “العمارة، الإنشائية، الميكانيك، الكهرباء، الصحية …”، وبالتالي نموذج واحد في دقة متناهية يعتمد على الخصائص البارامترية لمكون المبنى.
وتابعت د. سونيا أن لهذه التكنولوجيا أبعاداً أخرى مثل 6D المعني بتحقيق الاستدامة للبناء، والـ 7D ويشرح إدارة تشغيل المرفق، أي في مرحلة التشغيل ومراقبة ومتابعة العمل حتى الوصول إلى إدارة الصيانة، حيث إنه عملياً في كل دول العالم مرحلة الصيانة تكلف أكثر من ثلاثة أضعاف البناء، وبالتالي عندما نملك مخططاً للصيانة أو القدرة على إدارة المنشأة يوفر الكثير من الوقت والتكلفة، كما يوجد بعد جديد من أبعاد البيم الآن وهو ال 8D والذي يشرح عملياً مفهوم ال Smart Cities “المدن الذكية”، وإلى ما لانهاية من الأبعاد التي قد تظهر في كل عام.
وأشارت د.سونيا إلى أن الجامعات السورية بدأت بعد عام 2014/2015 بإدراج بعض مفاهيم ال BIM ضمن بعض المواد الخاصة بالنمذجة والتصميم بمعونة الحاسوب، وخاصة في جامعة تشرين حيث أصدرت ماجستيرات ومشاريع تخرج في بعض المناحي. وعبرت عن أملها بتبني هذه التكنولوجيا البيم كونها منهجية جديدة في العمل، وأسلوباً في التفكير المؤسساتي، وحاجة ملحة في عملية التطوير الهندسي.