شهيد و14 جريحاً جراء تفجير إرهابي جبان في اللاذقية لافروف وبيدرسون: ضرورة القضاء كلياً على الإرهاب
في محاولة يائسة لرفع معنويات التنظيمات التكفيرية المنهارة على جميع الجبهات، وفي سياق استكمال أغراض الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وقع تفجير إرهابي جبان صباح أمس في ساحة الحمام بمدينة اللاذقية أسفر عن استشهاد مدني وإصابة 14 آخرين بجروح، في وقت واصلت قواتنا المسلحة عملياتها المركّزة رداً على خروقات الإرهابيين لاتفاق منطقة خفض التصعيد، وأحبطت محاولة تسلل مجموعات إرهابية باتجاه نقاط عسكرية وقرى وبلدات آمنة بريف حماة الشمالي انطلاقاً من إدلب، وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين.
في السياسة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي غير بيدرسون ضرورة القضاء كلياً على الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية مع احترام سيادتها ووحدة أراضيها، فيما تواصلت الإدانات العربية والأجنبية للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، وشددت على أنها محاولة يائسة لدعم الإرهابيين الذين باتوا على أعتاب الهزيمة النهائية، مجددة وقوفها إلى جانب سورية الصامدة في حربها ضد الإرهاب.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدة من الجيش رمايات نارية مركّزة على محور تحرك مجموعة إرهابية حاولت التسلل من قرية الجنابرة باتجاه نقاط عسكرية تحمي الأهالي في قرية بريديج الواقعة أقصى الشمال الغربي لمنطقة محردة، وأسفرت الرمايات عن إحباط تسلل المجموعة الإرهابية وإيقاع أفرادها بين قتيل ومصاب.
كما نفّذت وحدات الجيش عمليات بالأسلحة المناسبة على مواقع مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة ومحاور تسللها في محيط قرية لحايا بريف حماة الشمالي رداً على خرقها اتفاق منطقة خفض التصعيد، في حين أحبطت برميات من سلاح المدفعية تسلل مجموعة إرهابية من “كتائب العزة” من محيط قرية البويضة باتجاه المناطق الآمنة بالريف ذاته، وأسفرت العمليات عن تدمير نقاط محصنة للإرهابيين وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.
في غضون ذلك أفاد مصدر في قيادة شرطة حماة بسقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتهما المجموعات الإرهابية مساء أمس على الأحياء السكنية في مدينة محردة بالريف الشمالي الغربي، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في ممتلكات الأهالي ومنازلهم، وأشار إلى أن المجموعات الإرهابية استهدفت بلدة سلحب بعدة قذائف صاروخية سقطت جميعها ضمن الأراضي الزراعية المحيطة بالبلدة، مبيناً أن وحدات الجيش العاملة بالريف الشمالي ردت على مصادر إطلاق القذائف برمايات نارية دمّرت خلالها عدداً من منصات الإطلاق، وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.
وفي اللاذقية أفاد مراسلنا “مروان حويجة” بأن تفجيراً إرهابياً وقع بسيارة مفخخة نوع سوزوكي في ساحة الحمام على أطراف مدينة اللاذقية، ما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة 14 آخرين كانوا في المكان، إضافة إلى وقوع أضرار مادية، ولفت إلى أن الجهات المختصة قامت بتفكيك عبوة ناسفة قبل تفجيرها في المكان نفسه.
وأفاد مدير صحة اللاذقية الدكتور هوازن مخلوف بأن منظومة الإسعاف قامت بنقل جثمان شهيد وإسعاف 14 مدنياً أصيبوا في التفجير إصاباتهم متفاوتة.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون ضرورة القضاء كلياً على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية مع احترام سيادتها ووحدة أراضيها، وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن الجانبين تبادلا بشكل مفصل خلال اجتماعهما أمس الآراء حول آفاق دفع العملية السياسية بقيادة السوريين أنفسهم وبمساعدة الأمم المتحدة على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبحثا كذلك القضاء كلياً على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.
وأشار البيان إلى أن لافروف وبيدرسون أكدا خلال محادثاتهما على أهمية إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور التي تحظى بدعم كافة الأطراف السورية بأسرع ما يمكن.
وكان بيدرسون بدأ أول أمس الاثنين زيارة لروسيا أجرى خلالها مباحثات مع لافروف ومع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
في الأثناء، تواصلت الإدانات للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، حيث أدانت قوى وطنية لبنانية العدوان، وشدد رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان في كلمة باسم وفد من هذه القوى ضم نحو أربعين شخصية التقى أمس في مقر سفارة سورية في بيروت السفير علي عبد الكريم علي أن سورية التي انتصرت على الإرهابيين المدعومين من العدو الإسرائيلي ومن دول إقليمية وغربية مازالت متمسكة بثوابتها الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المستمر.
ونوّه ذبيان بالتضحيات التي قدمتها سورية من أجل سلامة واستقرار لبنان ومن أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، موضحاً أن الجهات التي دفعت بالإرهابيين إلى سورية ومولتهم ودعمتهم كانت تهدف إلى القضاء على سورية الوطن والدولة وإبعادها عن المقاومة والقضية الفلسطينية، إلا أن سورية خيّبت آمال هؤلاء كلهم، وانتصرت على الإرهابيين، وتمسكت بثوابتها الوطنية والقومية.
وألقى عدد من أعضاء الوفد كلمات عبّروا خلالها عن تضامن القوى الوطنية اللبنانية ووقوفها إلى جانب سورية، مؤكدين أن الإرهاب لن ينال منها ومن صمود جيشها وشعبها.
بدوره السفير عبد الكريم لفت إلى أن سورية انتصرت اليوم على الإرهابيين بفضل صمود شعبها وتضحيات جيشها، وبدعم من كل القوى الوطنية والمقاومة ومن حلفائها، وكل المخلصين الأوفياء الذين وقفوا إلى جانبها، مؤكداً أن انتصار سورية على الإرهاب هو انتصار للبنان ولكل الأمة.
وأشار عبد الكريم إلى أن سورية نجحت في الحفاظ على هويتها الوطنية والقومية وتمسكها بمحور المقاومة، لافتاً إلى أن سورية رغم كل ما عانته من الإرهاب طوال السنوات الماضية تعود اليوم إلى ما كانت عليه من الاستقرار والأمن، وتبدأ بإعادة البناء والإعمار.
كما أدان الحزب الشيوعي السلوفاكي بشدة العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، مشدداً على أنه يمثل تهديداً للسلم الدولي ودليلاً جديداً على مدى احتقار كيان الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي، ودعا رئيس الحزب يوزيف هردليتشكا المنظمات الدولية والدول التي تعلن تبنيها للمبادئ السلمية والإنسانية إلى إدانة هذا العدوان، وعدم تجاهل حقيقة أن “إسرائيل” اعتدت على سورية التي تحارب الإرهاب على أراضيها.
بدوره أكد عضو اللجنة الخارجية للتجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش أن العدوان الإسرائيلي يمثل دليلاً جديداً على أنه كلما اقتربت هزيمة قوى الإرهاب في سورية زاد خوف ممثل الإرهاب أي الكيان الصهيوني، وقال في بيان أصدره باسم التجمع: إن هذا العدوان لا يمثل فقط خرقاً فظاً للقانون الدولي، وإنما تأكيد جديد على أن حكومة الاحتلال العنصرية تمثل عاراً على الإنسانية لأن سياساتها لا تختلف كثيراً عن السياسات والتبريرات التي كان يسوقها الزعيم النازي أدولف هتلر حين كان يعتدي على الدول الأوروبية المختلفة ومنها تشيكوسلوفاكيا، كما أنهما يتبنيان الخطاب نفسه، وكانت وسائط دفاعنا الجوي تصدت لعدوان إسرائيلي فجر أول أمس ومنعته من تحقيق أهدافه.
وأدان رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 الشيخ سلمان عنتير العدوان، مؤكداً أنه يمثل محاولة يائسة من كيان الاحتلال بعد فشل عملائه في حربهم على سورية منذ ثماني سنوات لإضعافها وتفتيتها.
ونوّه عنتير بتصدي الجيش العربي السوري ودفاعاته لهذا العدوان وغيره من الاعتداءات، لافتاً إلى أن استمرار الاعتداءات على سورية محاولة لإطالة أمد الأزمة فيها، وإشغالها عن متابعة محاربة الإرهاب، والسعي لتحرير الجولان السوري المحتل من براثن الاحتلال الغاشم.
وفي سياق متصل أدانت جبهة العمل الإسلامي في لبنان العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، مؤكدة أن العدو لا تردعه إلا لغة القوة والمقاومة.