اتفاق الحديدة يترنّح.. ونازحو تعز يعانون أوضاعاً كارثية
يعاني النازحون في محافظة تعز أوضاعاً إنسانية صعبة جراء استمرار العدوان والحصار، بينما خروقات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته لوقف إطلاق النار في الحديدة، ومماطلة حكومة الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي في ملف الأسرى، يضعان الاتفاق، الذي أبرم بين الأطراف اليمنية في 13 من الشهر الماضي في ستوكهولم، على كف عفريت.
وأكدت حركة أنصار الله للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي غادر صنعاء، ضرورة أن تكون مهمة لجنة مراقبة وقف إطلاق النار والعمل على تنفيذ اتفاق السويد وفق خطة زمنية محددة، فيما قال النازحون في تعز: إنهم لا يتلقون أي مساعدة من المنظمات الدولية، ويعيشون مأساة كبيرة، وعلى هذا الحال المثقل بالمعاناة يتضوّرون الجوع والألم ويصارعون من أجل البقاء بوسائل بدائية في مخيمات بسيطة تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة، فيما يقبع آخرون في غرف وأماكن إيواء ضيقة تكلفة إيجارها عبء ثقيل على عاتقهم.
البعض يمنع صغاره من التعليم لحساب التسول والعمل وآخرون يتعرّضون للمخاطر في سبيل البحث عن لقمة العيش، التي أضحت هاجساً وهماً يؤرق حياة آلاف الأسر، وسط انتظار سراب غوث المنظمات الإنسانية.
وقال وكيل المحافظة عبد الله علاو: الناس محرومون من الإغاثة، وصلت الأمور إلى درجة الاتجار بالبشر، لا يوجد تغطية لمستوى حاجة الناس من الإغاثة، الأطفال يتسرّبون من التعليم ويذهبون إلى الاستجداء لتغطية وسد احتياجات أسرهم وعائلاتهم.
لسان النازحين تجاه المنظمات الإغاثية، لا حياة لمن تنادي رغم توثيق وتسجيل حالاتهم بشكل متكرر من قبل المسح الميداني لأربعة أعوام، والذي يراه البعض عملاً ممنهجاً في خدمة مشروع تحالف العدوان والمتاجرة بما يقدم من دعم دولي.
يأتي ذلك فيما أقدم تحالف العدوان السعودي ومرتزقته على عدة خروقات لاتفاق السويد في الحديدة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، وأرتكب مجازر مروعة في مناطق مختلفة من صعدة، كما شهدت منطقة كيلو16 قصف مدفعي لمرتزقة العدوان مع تحليق لطيران العدوان التجسسي، بينما استهدف بـ19 قذيفة مدفعية وبالمعدلات الرشاشة قرية محل الشيخ في منطقة كيلو16، وقصف المرتزقة بالرشاشات الثقيلة باتجاه جولة يماني في شارع الخمسين وباتجاه المطار وباتجاه مدينة الشعب، وقصف متقطع بالمدفعية والأسلحة الرشاشة على أماكن متفرقة من منطقة 7يوليو السكنية بمديرية الحالي.
هذا وشن طيران تحالف العدوان 18 غارة جوية على محافظتي صنعاء وذمار، وأكد مصدر أمني أن 13 غارة جوية شنت على قاع الحقل بمديرية ضوران آنس في ذمار، فيما شنت 5 غارات على مديرية بلاد الروس في صنعاء، مشيراً إلى أن الغارات خلفت أضراراً جسيمة بمنازل ومزارع المواطنين.
في الأثناء، استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي قرى آهلة بالسكان في مديريتي رازح ومنبه الحدوديتين.
في غضون ذلك، قصفت مدفعية الجيش اليمني واللجان الشعبية تجمعات للجيش السعودي ومرتزقته بقطاع عسير، وأفاد مصدر عسكري أن المدفعية اليمنية استهدفت بقذائف المدفعية تحصينات الجنود السعوديين ومرتزقتهم في الربوعة، وذكر أن القصف حقق إصابات مباشرة في صفوف الجنود السعوديين والمرتزقة.
كما نفذ سلاح الجو المسير للجيش اليمني واللجان الشعبية هجوماً على معسكر لمرتزقة الجيش السعودي في علب بعسير، وأكد مصدر في سلاح الجو أن سلاح الجو المسير أصاب الهدف في علب بدقة مخلفاً قتلى وجرحى بصفوف العدو.
بالتوازي، اتهم وكيل محافظة الحديدة علي قشر، فريق الأمم المتحدة بأنه يريد تسليم الحديدة ومينائها للعدوان ومرتزقته وتنفيذ ما لم يحققوه عسكرياً، مضيفاً: نحن كسلطة محلية قدمنا كامل التسهيلات للفريق الأممي، مشيراً إلى أن الفريق الوطني في لجنة التنسيق انتظر وصول الطرف الآخر لكن لم نجد أي مبادرة منهم، لافتاً إلى “أن تحالف العدوان ومرتزقته لم يتوقفوا عن استهداف الحديدة منذ توقيع اتفاق السويد”.