الأجنبي والفكرة القديمة
مع نفي القيادة الرياضية وجود شرط جزائي في عقد مدرب منتخبنا الكروي المقال “بيرند شتانغه”، وبالتالي طي صفحته بشكل كامل، بات السؤال اليوم يدور حول فكرة المدرب الأجنبي بحد ذاتها، وإمكانية تطوير رياضتنا برمتها، وخاصة كرة القدم صاحبة التجارب الأوسع في هذا المجال.
فقبل البطولة بثلاثة أشهر، أشارت “البعث” إلى أن ترك الحبل على الغارب للمدرب الأجنبي دون نقاش أو مساءلة سيوصلنا إلى الندم، وبالفعل حصل ما كان متوقعاً، وامتدت آثار الفشل لتصل إلى جذور اللعبة وطريقة إدارتها، بل بلغت مرحلة المطالبة بإعادة النظر في المنظومة الرياضية ككل.
طبعاً من اختار المدرب الألماني في البداية من الاتحاد السابق، ومن رضي بطريقة عمله في الاتحاد الحالي، يجب أن يعترف بمسؤوليته عن المهزلة الكروية التي حصلت، لأن قيمة الرواتب التي كسبها هذا المدرب “المتقاعد” مع مساعده والمعاونين تقارب نصف مليون دولار اقتطعت من رصيد كرتنا المجمد عند الاتحاد الآسيوي، وكان يمكننا الاستفادة منها بطريقة أفضل لتطوير جوانب أخرى لكرتنا بدلاً من إهدارها بهذه الطريقة الغريبة.
ومع كمّ الحزن الذي اعترى الشارع الرياضي مع تبخر الحلم الآسيوي، يجب أن تكون قد ترسّخت قناعة كاملة لدينا بأن المدرب الوطني هو الأصلح لأجواء رياضتنا، والأكثر قدرة على قيادة الأمور بالطريقة المثلى، مع معرفته بما يجري في الكواليس، وطريقة ضبط الأجواء المحيطة، طبعاً بشرط التطوير المستمر لمدربينا على يد خبرات عالمية، وربما عبر دورات خارجية يتكفل بها الاتحاد الرياضي لمدربي المنتخبات الوطنية تحديداً.
أفكارنا القديمة وعقدة النقص التي تنتابنا مع طرح فكرة المدرب الأجنبي يجب أن تنتهي لغير رجعة، فلسنا أقل معرفة ولا ينقصنا الذكاء، وإن توفرت ظروف تطوير الذات فلسنا بحاجة لا لمدرب أجنبي ولا لغيره، فقليل من الثقة، وكثير من الدعم لمدربينا، وستكون النتائج كما نحب ونشتهي.
مؤيد البش