الأسرى يواصلون “معركة الحرية والكرامة”.. ويهددون بالتصعيد
يواصل الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال “معركة الحرية والكرامة” احتجاجاً على اعتداءاته وانتهاكاته المستمرة بحقّهم، وخاصة الهجمة الوحشية على الأسرى في معتقل “عوفر”، حيث بدأ الأسرى، قبل يومين، إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على تكرار اقتحامات قوات الاحتلال واعتداءاتها المستمرة عليهم وتنديداً بظروف اعتقالهم القاسية في ظل الإهمال الطبي المتعمد والعزل الانفرادي ومنع ذويهم من زيارتهم، مؤكدين أنهم سيقومون بسلسلة خطوات احتجاجية جديدة ضد سياسات الاحتلال العدوانية بحقهم.
وتعليقاً على ذلك، قال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة الذي التقى عدداً من الأسرى الفلسطينيين في معتقل “عوفر” الإسرائيلي: “إن ما نشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن اعتداء قوات الاحتلال على الأسرى في المعتقل لا يمثل سوى واحد بالمئة من همجية ووحشية عملية القمع التي نفذتها، حيث استخدمت كل أدوات القمع والقتل بحق الأسرى من أسلحة وهراوات وأدوات صعق كهربائي وقنابل غازية ورصاص مطاطي”، ولفت إلى أن عدد الإصابات في صفوف الأسرى وصل إلى 140 من بينهم من أصيب بكسور في الفك والأنف والرأس، وآخرون أصيبوا برضوض وكدمات واختناق بسبب غاز الفلفل والقنابل الغازية.
إلى ذلك، أكد مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن ما حدث في معتقل عوفر هو حلقة من حلقات العدوان والاعتداءات الوحشية بحق الأسرى، ويمثل مرحلة قمعية جديدة تهدف لتضييق الخناق على الأسرى، لافتاً إلى أن الأسرى في معتقلات الاحتلال لن يخضعوا لممارساته القمعية، وهم مستمرون بمعركة الحرية والكرامة ضد ممارسات الاحتلال التي تنتهك المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، فيما أشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة إلى أن ممارسات الاحتلال القمعية لن تزيد الأسرى إلا صموداً، وهم سيواصلون معركتهم، مطالبةً المجتمع الدولي بالعمل على وقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وخاصة الأسرى.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى من اقتحام لزنزاناتهم واستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تهدف للنيل من صمود الأسرى الذين سجلوا صموداً أسطورياً بمواجهة الاحتلال، داعياً كل أحرار العالم إلى مناصرة الأسرى في معركتهم لنيل حريتهم.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت، قبل أيام، معتقل “عوفر” المقام على أراضي الفلسطينيين غرب رام الله بالضفة الغربية، ويقبع فيه نحو 1200 أسير فلسطيني، وأطلقت قنابل الغاز السام والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة أكثر من 140 أسيراً بجروح وكسور وحالات اختناق واحتراق ثلاث غرف للأسرى بالكامل.
ميدانياً، أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال على مجمع المدارس ببلدة الخضر غرب بيت لحم بالضفة الغربية، وأفاد المدير الإداري في مديرية التربية والتعليم ببيت لحم بسام جبر بأن قوات الاحتلال حاصرت مجمع المدارس في البلدة، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه ساحة مدرسة الذكور الثانوية، ما أدى إلى إصابة عدد من الطلبة بحالات اختناق، وأشار إلى أنه تم إخلاء المدرسة من الطلبة بناء على تهديد ووعيد قوات الاحتلال.
وتطالب الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي باستمرار بالتحرك العاجل لوقف الهجمة الشرسة الممنهجة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد المؤسسات التعليمية الفلسطينية والضغط عليها للانصياع للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.
إلى ذلك، اقتحم 85 مستوطناً و103 من قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا طقوساً استفزازية في باحاته، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مدن الخليل ونابلس وسلفيت وقلقيلية وبيت لحم ومخيم قلنديا شمال القدس المحتلة في الضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 16 منهم، كما اقتحمت منطقة واد السمن في الخليل بالضفة الغربية وجرفت أراضي الفلسطينيين فيها.
وضمن اعتداءاتها اليومية على البلدات والمدن الفلسطينية وعلى ممتلكات الفلسطينيين بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها، جرفت آليات تابعة للاحتلال أراضي زراعية وجدراناً استنادية لأراضٍ تقع في منطقة واد السمن جنوب الخليل، في حين اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة بيت عوا غرب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وعزلت محلاً تجارياً عن ساحة الحرم الإبراهيمي بالحواجز الحديدية، وقالت مصادر من لجنة إعمار الخليل: “إن قوات الاحتلال عزلت محل الفلسطيني عبد الرؤوف المحتسب لبيع التحف التراثية والمطرزات للسياح بحواجز حديدية لمنع وصول الفلسطينيين والزائرين إليه بهدف تهجيره والاستيلاء على المحل”.
في الأثناء، دعت إندونيسيا إلى منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مندّدةً في الوقت ذاته بمواصلة الاحتلال عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا رتنو مرصودي خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط: “إن القضية الفلسطينية تحدد مصداقية المجلس”، مستنكرةً في هذا الإطار الأعمال الاستفزازية للاحتلال الإسرائيلي والتوسع المستمر للمستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجدّدت دعم بلادها الثابت للقضية الفلسطينية، مشيرةً إلى أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة هو أمر طبيعي ومهم.
كما انتقدت الوزيرة الإندونيسية ضمناً سياسات الانحياز الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، مشددةً على أن أي عملية سلام لكي تكون شرعية يجب أن تنتهج آلية متعددة الأطراف تستند إلى معايير متفق عليها دولياً.
وباتت إندونيسيا منذ مطلع الشهر الحالي ولمدة عامين عضواً غير دائم في مجلس الأمن.
من جهته، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور: “إن استمرار الاستيطان الإسرائيلي جعل مصداقية مجلس الأمن محط سخرية”، داعياً الدول إلى الاعتراف بفلسطين ودعم مطلبها بأن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
يشار إلى أن فلسطين تحظى الآن بوضع مراقب وللحصول على وضع دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة يجب أن ترفع توصية بذلك إلى الجمعية العامة من مجلس الأمن، حيث للولايات المتحدة حق الفيتو.