سهل الغاب بين الزيارات الاستعراضية والواقع المرير.. غمر مئات الهكتارات الزراعية بانتظار التعويضات
حماة – محمد فرحة
لم يبخل أحد من المسؤولين والمعنيين بتفقد الأراضي الزراعية التي غمرتها الأمطار في سهل الغاب بشكل لم يسبقه مثيل، ما عاد بذاكرة مزارعي ذاك السهل إلى مطلع الستينيات أي ما قبل تجفيفه.
وكل من تفقد السهل التقط صورة تذكارية تثبت بأنه اطلع على ما آل إليه هذا السهل الخصب جراء الغمر الذي أصابه مؤخراً، حيث فقد فيها معالمه الطرقية وضاعت أقنية الري فيه، عندما تحول كله إلى بحيرات تصلح لتربية الأسماك والبط وفقاً لتعبير أحد الفلاحين.
إلا أن ما قاله مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف كان أبلغ من ذلك بكثير، حيث أشار إلى أن ما لحق بالأراضي الزراعية بسبب الأمطار وغمر المساحات المزروعة يحتاج لعدة أشهر ريثما يتم إحصاؤه وتقديره بشكل جيد، وعندما سألناه كيف ولماذا أجاب: أولاً هناك مساحات تم غمرها كلياً، وهي تتعدى الأربعة والعشرين هكتاراً مبدئياً، في حين هناك غمر جزئي لا تقل مساحته أيضاً عن المغمور كلياً. ثم إن المساحات المزروعة المغمورة لا يعرف نسبة الضرر فيها مالم تمضِ فترة لا بأس بها للتأكد من عدم مقدرة البذار على الإنبات، وبالتالي تكون نسبة الضرر أكبر وأوضح. كاشفاً بأن ما تم زراعته من محصول القمح وصل إلى حوالي 41 ألف هكتار من أصل 61 ألف هكتار بانتظار تشكيل فرق فنيه للكشف الميداني والحسي بالتعاون مع الوحدات الإرشادية، ومن بعدها تقديم تقارير دقيقة عن الأضرار الكلية التي لحقت بالأراضي الزراعية.
وزاد وسوف بأنه سيصار إلى رفع جداول اسمية بكل من تضرر باعتبار ذلك ينضوي تحت بند الكوارث الطبيعية، وبهذه الحال يدرسها صندوق الجفاف والكوارث لتعويض الأضرار على المزارعين وفقاً لما يراه مناسباً وموضوعياً، إلى ذلك قال أحد المزارعين: إن كل الزيارات التي قام بها المعنيون والمسؤولون قبل الغمر وبعده لا تثمر ولا تغني من جوع، متسائلاً: إلى متى يبقى سهل الغاب يغرق شتاء ويعطش صيفاً، وزاد على السؤال رئيس الرابطة الفلاحية حافظ سالم حين قال: ما ذهب من مياه هدراً كان كافياً لسد حاجة سهل الغاب كاملاً، وهي 500 مليون م3، منها 300 ألف م3 واردات الينابيع، وأضاف سالم: ألم يحن الوقت لتنفيذ خزانات السفح الغربي من سهل الغاب والبالغة سعتها 40 مليون م3 بدلاً من السدات التي يجري تنفيذها على قناتي الري التي من شأنها أن تسهم بشكل كبير وفعال في غمر الأراضي الزراعية.