“شرق–غرب” واستحضار الذاكرة البصرية
“صباح الخير يوم جميل للتسامح” الأغنية الروسية التي عُرضت بالفيديو كليب نثرت عطر البنفسج في قلوب الحاضرين خلال أمسية “شرق- غرب” في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- إعداد وتقديم فراس اليوسف، بلون مختلف إذ تأخذ الطابع السينمائي وتعتمد على استثارة الذاكرة البصرية والسمعية للحاضرين دون الإغراق بالتحليل والمناقشة، بل الاكتفاء بإشارات توحي بالحدث.
وقد يظن المرء أن هذه الأمسية فسحة للذات بعيداً عن أجواء الحياة الرتيبة إلا أنها استحضار ذاتي لكل الفنون التي تجمعها الصورة، ومقارنة بين القديم والحديث والاطلاع على المعاصر أيضاً.
كان المحور الأساسي في الأمسية للدراما العربية والعالمية مع الأغنيات ذات الوقع الدرامي والتي سردت بالحركة والموسيقا والكلمة جوانب مختلفة من الحبّ العام المتمثل بالوطن، لينسحب إلى المفهوم الخاص للعاشقين الذين توحدوا أو قُدر لهم الفراق، فتناول اليوسف من كلاسيكيات الدراما العربية مقاطع من كل أجزاء ليالي الحليمة التي تدور حول الحفاظ على الوطن والصراع الدائر بين رجلين برمزية إلى قوتين، ليستمر الصراع القوي من أجل الحبّ بنهاياته الحزينة الحاملة الخيبات والانكسارات، وقد عقب اليوسف عن مفهوم العروبة والقيم الوطنية والنبيلة، لينتقل إلى مقاطع من عمل الهيبة ويتوقف عند حكاية البطل”القبضاي” للفنان تيم حسن ويحلل مواقف إنسانية لشخصيته التي تحمل في جوانب منها نوازع الخير.
ومن السينما العالمية اختار أكثر المشاهد إيلاماً ورومانسية بفيلم”تيتانك” وتبقى الأغنية التي حفرت مكانها بالقلب”قلبي سوف يبقى نابضاً بالحبّ، لتتقاطع رومانسية الحبّ مع حلم الطفلة التي أرادت أن تسعد أختها الكبرى التي تأخذ دور الأم بأغنية القلادة –الروسية- إلى الأغنية الإيطالية”أغني ويدي في يدك” وتبقى الأغنيات العربية هي الأقرب لاسيما صوت فيروز ب”إديش كان في ناس” بصور متتالية لانسكاب المطر على المقعد الخالي.
ملده شويكاني