الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: على أوروبا الوفاء بالتزاماتها قبل  فوات الأوان

جدّدت إيران عبر رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أنه في حال لم يف الأوروبيون بالتزاماتهم تجاه إيران ستكون هناك تطوّرات ليست في صالح أوروبا أو الموقعين على الاتفاق النووي، وقال: “على الأوروبيين أن يفوا بما وعدونا به منذ عدة أشهر وذلك قبل فوات الأوان”، في إشارة إلى آلية العمل المالي التي من المقرر أن تطلقها أوروبا، وأضاف: نعمل من خلال التعاون بيننا علي أن ينتفع الجميع من الاتفاق النووي وإذا لم ينتفع أحد الأطراف المعنية بالاتفاق فإن ذلك لن يصب لصالح أوروبا ولاسيما أن الاتفاق مهم للغاية بالنسبة لها في المجال الأمني.

وأشار صالحي إلى أن بلاده التزمت تماماً بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق، لافتاً إلى أن المنظمة الدولية للطاقة الذرية أكدت في 13 تقريراً لها التزام إيران بالاتفاق النووي بينما لم يف الأوروبيون بالوعود التي قطعوها.

وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آب الماضي تجديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، فيما بدأت الحزمة الثانية من العقوبات اعتباراً من يوم الـ  5 من تشرين الثاني الماضي وتشمل قطاعات مختلفة في إيران، بينها قطاع النفط، وهو الأمر الذي أعلنت الدول الأوروبية معارضتها له والتزامها بالاتفاق.

في الأثناء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي أن البرنامج الصاروخي الدفاعي الإيراني غير قابل للنقاش والتفاوض، وقال، تعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الأخيرة بخصوص برامج إيران الصاروخية، “يجب على الفرنسيين أن يرجعوا مرة أخرى لقرار مجلس الأمن 2231 ليدركوا أن البرنامج الصاروخي الإيراني لا يتعارض مع ما تضمنه هذا القرار”، مشدّداً على أن إيران لن تجامل فى هذا الملف.

ويؤكد المسؤولون الايرانيون بشكل مستمر بأن برنامج بلادهم الصاروخي دفاعي بحت ولا يتعارض مع القوانين والاتفاقات الدولية، وبالتالي لا يمكن التفاوض أو التنازل بشأنه.

يأتي ذلك فيما وصف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، حشمت الله فلاحت بيشه، مؤتمر وارسو، الذي تسعى الولايات المتحدة لعقده الشهر المقبل، بأنه مؤامرة مماثلة لتنظيم داعش الإرهابي، ويرمي لتشكيل اصطفافات معادية لإيران، مشيراً إلى أن الغرب طيلة العقود الماضية مسؤول عن افتعال الأزمات، وأضاف: إن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني ستدرس الأهداف الأمريكية من المؤتمر، لافتاً في الوقت ذاته إلى عزم مسؤولي وزارتي الخارجية والأمن وبعض الأجهزة الأمنية والدفاعية في البلاد على دراسة أبعاد الأهداف الأمريكية وراء عقد هذا المؤتمر.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وصف في وقت سابق مؤتمر وارسو بأنه عرض هزلي يائس، بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن خطط لتنظيم مؤتمر دولي بشأن الشرق الأوسط، وخاصة حول إيران، الشهر القادم في بولندا.

بالتوازي، أشار النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، في اختتام مهرجان الفارابي الدولي العاشر لدراسات العلوم الإنسانية والإسلامية في طهران، إلى الأحداث التي شهدتها إيران والمنطقة خلال 40 سنة، وشدّد على أن البلاد قادرة على طي هذه الصفحة والخروج من الحالة التي تمر بها والتي تزداد فيها المصاعب والتهديدات والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل، وبيّن أن الأمريكيين أطلقوا حرباً اقتصادية ونفسية وإعلامية واسعة النطاق ضد الشعب الإيراني، مشيراً إلى أن هذه الحرب الرامية إلى عرض صورة معتمة وضبابية عن مستقبل البلاد أمام شبابه من الجيل الجديد ستبوء بالفشل.