تسوية أوضاع مئات الفارين في المحافظات الشرقية الجيش يرد على خروقات الإرهابيين في ريفي حماة وإدلب وصواريخ “تاو” أمريكية الصنع في أرياف دمشق ودرعا وحمص
ردت وحدات من الجيش أمس على خروقات التنظيمات التكفيرية لاتفاق منطقة خفض التصعيد واعتداءاتها على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة حيث تم تدمير مواقع محصنة وتجمعات للمجموعات الإرهابية في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي .
وخلال مواصلة الجهات المختصة تمشيط المناطق التي طهرها الجيش من الإرهاب، عثرت على كميات من الذخائر والأسلحة المتنوعة بينها صواريخ “تاو” أمريكية الصنع من مخلفات التنظيمات الإرهابية في أرياف درعا ودمشق وحمص. وفي إطار الاستفادة من مرسوم العفو رقم 18 لعام 2018 تمت أمس تسوية أوضاع المئات من الفارين من خدمة العلم ممن كانوا يخدمون في قوى الأمن الداخلي من أبناء محافظات الحسكة والرقة ودير الزور.
وفي التفاصيل، وجهت وحدات من الجيش ضربات مركزة بسلاح المدفعية على مواقع انتشار تنظيم جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المرتبطة به في محور بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي رداً على خروقاتها لاتفاق منطقة خفض التصعيد، وأسفرت الضربات عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير مواقع محصنة وأسلحة وذخيرة.
وفي ريف حماة الشمالي رصدت وحدة من الجيش تحركات للمجموعات الإرهابية حاولت التسلل من الأطراف الغربية لبلدة حصرايا باتجاه المناطق الآمنة. حيث تم التعامل مع محاولة التسلل بالأسلحة المناسبة وإحباطها وإيقاع قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين وتدمير أسلحة وعتاد لهم. وخلال تمشيط الجهات المختصة عدداً من المناطق المطهرة من الإرهاب في أرياف دمشق وحمص ودرعا لرفع مخلفات الإرهابيين حفاظاً على حياة المدنيين عثرت على ذخائر متنوعة وأسلحة متوسطة وخفيفة وعدد من الصواريخ بينها “تاو” أمريكية الصنع وأجهزة اتصالات فضائية.
وبين مصدر في الجهات المختصة أن الأسلحة والذخائر وجدت مخبأة في أوكار ومخازن تم ردم الأتربة عليها وتمويهها من قبل الإرهابيين ومنها صواريخ مضادة للدروع من أنواع تاو أمريكية الصنع وكونكورس وبنادق آلية بينها أمريكية ومن نوع ناتو ورشاشات دوشكا وبي كي سي وبي كي تي وأخرى من عياري 5ر14 و 23 ونحو 100 ألف طلقة للأسلحة الرشاشة والبنادق الآلية وقناصات وعدد كبير من قذائف الدبابات والمدافع مع حشواتها.
وأضاف المصدر إن المضبوطات شملت أيضاً قنابل هجومية وقنابل آي جي سي وقواذف آر بي جي مع حشواتها وقذائف هاون من عيارات 80 و 60 و 120 إضافة إلى أجهزة اتصال فضائية بينها الثريا ومنظار حراري وسيارة دفع رباعي.
في غضون ذلك جددت المجموعات الإرهابية خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد في مدينة إدلب واعتدت بالقذائف الصاروخية على مدينة محردة بريف حماة الشمالي. وأفاد مراسل “سانا” بسقوط عدة قذائف أطلقتها المجموعات الإرهابية من اتجاه بلدة اللطامنة مساء أمس على أراض زراعية في أطراف مدينة محردة بالريف الشمالى الغربي لمدينة حماة.
من جهة ثانية تمت أمس تسوية أوضاع المئات من الفارين من خدمة العلم ممن كانوا يخدمون في قوى الأمن الداخلي من أبناء محافظات الحسكة والرقة ودير الزور مستفيدين من مرسوم العفو رقم 18 لعام 2018. وبين قائد شرطة محافظة الحسكة اللواء فايز غازي أنه تمت تسوية أوضاع 343 فاراً من خدمة العلم كانوا يخدمون في قوى الأمن الداخلي من أبناء محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وذلك ضمن إجراءات ميسرة وسهلة، مؤكداً استمرار قيادة شرطة الحسكة بتسوية أوضاع الراغبين بموجب مرسوم العفو رقم 18 لعام 2018 الذي ينتهي العمل به بالنسبة للفرار الداخلي في التاسع من شهر شباط القادم.
وعبر عدد من الذين تمت تسوية أوضاعهم عن ارتياحهم للعودة إلى حضن الوطن واستعدادهم لتنفيذ جميع المهام الوطنية دفاعاً عن عزة سورية وأمنها، داعين جميع الفارين إلى الإسراع بتسوية أوضاعهم في ظل الإجراءات الميسرة والتسهيلات الكبيرة من قبل الجهات المعنية.
ويقضي المرسوم التشريعي رقم 18 لعام 2018 بمنح عفو عام عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 61 لعام 1950 وتعديلاته والمرتكبة قبل تاريخ 9-10-2018 دون أن يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 4 أشهر بالنسبة للفرار الداخلي و 6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي.
سياسياً، أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن الكيان الإسرائيلي هو الخاسر الأول في حال إشعاله النيران في المنطقة، وشدد عبد اللهيان على ضرورة العمل لدعم أمن المنطقة وقال: إن ممارسات الكيان الإسرائيلي العسكرية والاستفزازية واعتداءاته على الأراضي السورية تعد تهديداً جاداً لأمن دول المنطقة واستقرارها.
وفي موسكو، أكد رئيس صندوق وحدة الشعوب الأرثوذكسية في روسيا البروفيسور فاليري آلكسييف أن الولايات المتحدة تعمل على خلق الفوضى السياسية والفتن في بلدان العالم من خلال محاولة تدمير وتغيير الثوابت والمعتقدات الأساسية.
وقال الكسييف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو: إن الولايات المتحدة تقوم منذ فترة ببث الفتن والتحريض على الطائفية والتعصب ثم استخدام ذلك بالصورة التي تراها مثمرة لأغراضها الجيوسياسية، مشيراً إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة وإنما هي برامج قديمة عملت الإدارات الأمريكية على صياغتها واختبارها في مواقع مختلفة من العالم، ولفت إلى أن ما يجري في العالم من إطلاق للإرهاب الدموي المسلح يهدف أولاً إلى كسر إرادة المقاومة لدى الشعوب وتسهيل تنفيذ مخططات السيطرة والهيمنة الأمريكية.
من جهته أكد عضو مجلس الرئاسة الروسية للتعاون مع المنظمات الدينية راعي الكنيسة الأنجيلية في روسيا الأسقف سيرغي رياخوفسكي أهمية التعاون مع مختلف المؤسسات في سورية، مشيراً إلى أن روسيا بمختلف مؤسساتها تدعم عمليات إعادة الإعمار في سورية بصورة عامة بما فيها إعادة إعمار المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة.
إلى ذلك قال نائب رئيس قسم العلاقات الكنسية في بطريركية موسكو للكنيسة الأرثوذكسية الأسقف نيكولاي بولاشوف: إننا متأكدون من أن مؤسسات غربية معينة مهتمة بتجزئة الدول وهذا ما يمكن أن نراه في أوكرانيا وسورية وغيرهما، مشدداً على ضرورة التصدي لمخططات التجزئة والتفتيت.