مباحثات سورية إيرانية تمهيداً لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي طويل الأمد
عقدت اللجنة الوزارية السورية الإيرانية المشتركة اجتماع عمل مساء أمس في فندق داما روز بدمشق لمناقشة القضايا التي سيتمّ بحثها والاتفاق عليها خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة اليوم.
وفي كلمة له خلال الافتتاح أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل أن العام الحالي سيشهد نقلة نوعية في مسار التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية لتحقيق مساهمة فاعلة للشركات الإيرانية في مرحلة إعادة الاعمار وتعزيز حجم التجارة البينية، وأشار إلى أن الوثائق المزمع توقيعها، وعلى رأسها اتفاقية التعاون الاستراتيجي طويل الأمد، إلى جانب الوثائق الموقعة سابقاً، ستشكل قاعدة صلبة تغني الإطار القانوني الناظم لعلاقات التعاون بين البلدين، وأكد أهمية دور القطاعين العام والخاص في التأسيس لمشاريع مشتركة مع الشركات الإيرانية لتحقيق المنفعة المتبادلة والاستفادة من المزايا النسبية المتوافرة لدى البلدين، معلناً أنه سيتم افتتاح المركز التجاري الإيراني في دمشق كمعرض دائم، وتأسيس غرفة التجارة المشتركة السورية الإيرانية بناء على ما تمّ التوافق عليه بين الجانبين العام الماضي.
من جهته أكد وزير الطرق وبناء المدن الايراني محمد إسلامي أن المباحثات بين الجانبين في اللجنة العليا المشتركة ستضع “حجر الأساس” للتعاون الاقتصادي بين البلدين، لافتاً إلى أنه تمّ إجراء مباحثات فنية وتقنية مهمة للغاية بين الجانبين منذ تتعلّق بعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المزمع توقيعها.
وأعرب الوزير إسلامي عن استعداد المؤسسات الحكومية والشركات الإيرانية للقيام بدور أكبر في تعزيز العلاقات الثنائية بمختلف مجالات التعاون، ولاسيما في مرحلة إعادة الإعمار والبناء في سورية.
وفي تصريح للصحفيين أشار الوزير الخليل إلى أنه سيتمّ تقديم كل التسهيلات الممكنة للشركات الإيرانية، والدفع قدماً بالتعاون التجاري إلى مستويات أعلى بكثير.
وفي تصريح مماثل لفت الوزير إسلامي إلى أن البلدين سيبدأان فصلاً جديداً من التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، بعد قيام الجانبين بتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد، داعياً إلى تنمية العلاقات في المجال المالي والمصرفي والنقل والتدريب وتأهيل البنى التحتية والبناء، مشيراً الى الخبرات والتجارب الكبيرة التي تمتلكها الشركات الإيرانية في هذا المجال.
من جانبه أعلن الدكتور عماد الصابوني رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي أن الجانبين توصلا في الاجتماعات الفنية إلى النص النهائي لاتفاقية التعاون الاستراتيجي الطويل الأمد، الذي سيعد من أهم مخرجات اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية، إضافة إلى عمل الجانبين على إنجاز مشروع بروتوكول اللجنة، وتمّ الاتفاق على معظم المواضيع الواردة فيه، على ان تستكمل مناقشة بقية المواضيع اليوم.
حضر الافتتاح سفير سورية في إيران الدكتور عدنان محمود وعدد من معاوني الوزراء والمديرين العامين والسفير الإيراني بدمشق جواد ترك ابادي وعدد من معاوني الوزراء والمديرين الإيرانيين.
وتمّ في وقت سابق أمس متابعة الاجتماعات الفنية التحضيرية تحضيراً لاجتماع اللجنة العليا المشتركة السورية الإيرانية.
وفي وقت لاحق، بحث رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس خلال استقباله وزير الطرق وبناء المدن الإيراني والوفد المرافق له تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وأهمية بلورة رؤية شاملة لهذا التعاون خلال اجتماعات الدورة الحالية للجنة العليا المشتركة السورية-الإيرانية، واتفق الجانبان على أهمية التنسيق المستمر في ظل العقوبات والإجراءات القسرية التي تستهدف النيل من صمود الشعبين السوري والإيراني، وضرورة فتح آفاق أوسع للتعاون في مختلف المجالات، وتفعيل الاتفاقيات الموقعة ووضعها في التنفيذ بما يحقق الفائدة المشتركة.
وأوضح المهندس خميس أن اللجان الفنية توصلت خلال اجتماعاتها في دمشق إلى وضع رؤية جديدة للتعاون تشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبنى التحتية والخدمات، مجدّداً ترحيبه بمشاركة واسعة للشركات الإيرانية في مرحلة إعادة الإعمار، فيما أكد إسلامي أهمية الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية لتصل إلى مستوى العلاقات المتجذّرة على المستويين العسكري والسياسي، وبما يحقق تطلعات الشعبين، موضحاً أن اجتماعات اللجنة العليا من الجانبين في دمشق تؤسس لأرضية جديدة من التعاون والنشاط الجدي والعملي.
حضر اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور قيس خضر وأعضاء الوفد الإيراني المرافق والسفيران السوري والإيراني في طهران ودمشق.