رياضةصحيفة البعث

مسابقة الكأس.. مباريات بلا جدوى وفائدة فنية معدومة ومهازل بالجملة!

 

انسحابات، واعتذارات، وملاعب بلا جماهير، ومستوى فني متواضع، حال مباريات مسابقة كأس الجمهورية لكرة القدم التي وصلت إلى دورها ربع النهائي، فمنذ بدايتها لم تكن انطلاقة الأدوار الأولى مبشرة، وظهرت عبر مباريات كانت نتائجها كارثية، وبعضها لم يكتمل!!.
والأغرب كان الإصرار على إقامة بعض المباريات في ظروف لا تليق بمسابقة كروية، وعلى ملاعب تدريبية لا مدرجات فيها، وكأن المطلوب هو سلق البطولة، ولعب مبارياتها كيفما اتفق بغض النظر عن الجدوى الفنية.
ففي كل دول العالم تعد مسابقة الكؤوس فرصة للأندية الصغيرة لإثبات نفسها، وتحقيق المفاجآت، بينما نجد العكس عندنا، فالتباري قائم في الانسحابات، وتشويه البطولة بطرق غريبة.

أقبح من ذنب
بعض الأندية التي شوهت صورة المسابقة تستند في تبريرها بكونها مكلفة مادياً، وهي لا تملك القدرة على تحمّل تكاليف السفر والإقامة، لذلك تجدها ترضى باللعب على أرض المنافس، ومن ثم الخسارة أمامه بنتائج كبيرة مقابل مبالغ مالية أمام عجز تام من اتحاد اللعبة بحجة أن الناديين متفقان، ولا داعي للتدخل، وهذه الحجة طبعاً تكرّس فكرة وجود أندية مدللة تمتلك الإمكانيات المادية، وأخرى تستجدي وتصل لمرحلة التسول، وترى في مواجهة فريق لديه الإمكانيات فرصة لكسب مبلغ مالي محترم نظير خوضها المباراة على أرضه وبين جماهيره.
والأجدى بهذه الأندية الفقيرة التي لا تمتلك مقومات اللعبة أن تنكفىء على ذاتها، وتمارس لعبة غير كرة القدم التي تحتاج الكثير من المال غير المتوفر في خزائنها.

حيلة غريبة
مباريات الدور ثمن النهائي كشفت عن وجود أندية تمتلك إداريين من طراز رفيع قادرين على التلاعب بالقوانين، والتهرب من العقوبات، وإذا كنا نتفهم تصرف أندية الدرجة الأولى والثانية على هذه الشاكلة، فما هو مبرر أندية الدوري الممتاز التي يفترض أنها محترفة؟!.
فناديا جبلة والمجد خاضا لقاءهما أمام الوحدة والطليعة بفريق الشباب خوفاً من إعلان الانسحاب، وبالتالي التعرّض لعقوبات من الاتحاد، لذلك تعذّر نادي جبلة بأن تغيير موعد المباراة هو السبب في تصرفه، معتبراً إياه نوعاً من الاحتجاج، وهذا الكلام غير صحيح، بل إن الخوف من هزيمة جديدة تؤثر على الفريق قبل انطلاق إياب الدوري هو السبب، أما فريق المجد فيبدو أنه سيحافظ على لقب المحير فنياً وإدارياً، فخسر شبانه بالخمسة دون مراعاة سمعة الفريق الذي كان أحد فرسان المسابقة، ومن المنافسين عليها.

حل جذري
كل ما سبق ليس جديداً على المسابقة، لكن المفاجىء أن الأمر يتكرر سنوياً دون وجود حل شاف من الاتحاد ولجنة مسابقاته التي تجبر الأندية على المشاركة حسب التصنيف، وليبدأ مسلسل الاعتذارات والانسحابات، ومن ثم تأتي العقوبات والغرامات والحرمانات، ليتم العفو عنها لاحقاً، ونعود مرة أخرى للمسلسل نفسه في الموسم الجديد، لذلك فإن القائمين على المسابقة مطالبون بإيجاد حل ربما يكون جعل المشاركة في المسابقة اختيارية، وللراغبين من الأندية بغض النظر عن تصنيفها، كما أن إعادة النظر في طريقة إقامة المسابقة في أدوارها المختلفة، وخاصة إجراء المباريات على أرض محايدة، ستعيد الألق المفقود لبطولة يفترض أن تكون مساوية لأهمية بطولة الدوري، دون نسيان تخصيص مبالغ مالية لمن يشارك، وجعل المكافأة تصاعدية حسب الدور لإغلاق باب الأعذار في المستقبل.
مؤيد البش