عقود تشاركية وخدمات تنافسية عالمية وخطة توسع طموحة مرفـــأ اللاذقيــة بوابــة عبــور لخطوط التجــارة البحريــة بين الشــرق والغــرب
لم تك الشركة العامة لمرفأ اللاذقية بمنأى عن اللحاق بعجلة إعادة الإعمار، عبر اعتماد خطة تأهيل استراتيجية تتمثل بتحسين أعماق الأحواض لاستقبال سفن الشحن العملاقة، والتخطيط لإنشاء محطة حاويات جديدة، ليكون بذلك المرفأ محطة رئيسية في الإعمار، والأهم استثمار موقع المرفأ الاستراتيجي للربط مع الدول الصديقة وصولاً إلى أقصى الشرق “الصين” بالاستفادة من الاتفاقات الموقعة مؤخراً، ولاسيما مع مرافئ القرم على البحر الأسود.
وكشف أمجد سليمان مدير عام المرفأ في حوار مع “البعث” عن إنشاء أرصفة جديدة بأعماق 17م مع ساحات خلفية، بالإضافة إلى تعميق قناة الدخول حتى 18م، وإطالة المكسر الرئيسي لإنشاء محطة حاويات جديدة بطاقة سنوية لاتقل عن 1.5 مليون حاوية، وبدوره سيؤمن النقل البري إلى كافة المحافظات ومنها إلى خارج القطر دون الدخول إلى مدينة اللاذقية، وذلك عبر مشروع المحلق الشمالي المربوط مباشرة بطريق الشحن المرفئي، بالإضافة إلى المشروع الهام وهو استثمار ساحات حلب (مرفأ جاف) بحيث تم الحصول على موافقة رئاسة مجلس الوزراء على إدراج مشروع إعداد الدراسات اللازمة لأراضي ساحات حلب، والبدء بالتنفيذ ضمن الخطة الاستثمارية للشركة لعام ٢٠١٩، حيث تم استملاك الساحات وسيتم استثمارها كمساحات تخزينية رديفة للمساحات المرفئية نظراً للحاجة الماسة للمستودعات التخزينية للبضائع الواردة عبر المرافئ السورية في ظل الزيادة الكبيرة المتوقعة للحركة الملاحية تزامناً مع إعادة الإعمار، وليصبح المرفأ ممراً لعبور البضائع وليس مستودعات تخزينية، بالإضافة إلى استخدامها لأغراض ترتبط بالنشاط المرفئي بهدف دعم حركة التصدير والاستيراد والترانزيت، وتسهيل معاملات وإجراءات الشحن المتعلقة بهذه الأنشطة، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية الأخرى، وبحيث تصبح مركزاً للنقل والخدمات التجارية والصناعية مع خلق أنشطة ذات قيمة مضافة هامة جداً. مشيراً إلى أن الشركة تؤيد وتشجع تسيير خطوط نقل بحري بين المرافئ السورية ومرافئ كل من (الصين -إيران-جمهورية القرم) خاصة في ظل الظروف الراهنة لما تشكله من متنفس للاقتصاد السوري ونواة للنشاط التجاري مع الأصدقاء.
نشاط الخزن
ويتم العمل حالياً وفق سليمان على مشروع استكمال أعمال تأهيل وتشغيل البراد الذي تم التعاقد على تنفيذه مع مركز الدراسات والبحوث العملية، وسيتم وضعه في الخدمة قريباً، بهدف إعادة تفعيل نشاط خزن البضائع ذات الطبيعة الخاصة والتي تحتاج إلى تبريد والذي سيحقق قيمة مضافة للشركة العامة لمرفأ اللاذقية من خلال الإيرادات المحققة والناتجة من إعادة تشغيل منشأة البراد. وبلغة الأرقام أوضح سليمان أن الحركة الملاحية حققت تنامياً متلاحقاً خلال الأعوام ٢٠١٤ ولغاية ٢٠١٨؛ فإجمالي البضائع المتناولة: عام 2014 ( 3,563) آلاف طن ، وفي عام 2015 (3,064)، 2016 ( 3,575)، 2017 ( 3,983)، 2018( 4.109) آلاف طن، وعن المنافسة مع مرافئ الجوار وطرق التعامل معها بين سليمان مساعي الارتقاء بالمرفأ إلى المصافي العالمية المتطورة وتحويله إلى مرفأ نموذجي في المنطقة وبوابة عبور لخطوط التجارة البحرية بين الشرق الغرب، وتعزيز قدرته التنافسية أمام المرافئ العالمية عموماً والمرافئ المنافسة في المنطقة خصوصاً، وإعطائه صورة وسمعة طيبة محلياً ودولياً وكسب رضا الزبائن والمتعاملين من خلال اعتماد الأسلوب العالمي في إدارة المرافئ بفصل الإدارة عن الملكية (حيث تم توقيع عقد التشاركية مع شركة محطة حاويات اللاذقية الدولية LICT التي تعمل وفق أحدث الأنظمة الإلكترونية العالمية)، وإطلاق المنافسة بين الشركات المتخصصة لتقديم الخدمات كتناول البضائع والإرشاد (إدخال وإخراج السفن) وغيرها من الخدمات المقدمة في المرفأ، بالإضافة إلى القيام بكافة الإجراءات التي من شأنها استقطاب خطوط ملاحية جديدة، وذلك من خلال رفع كفاءة العمل وتحسين مستوى الخدمات المقدمة والارتقاء بها إلى المستويات الاحترافية بالتوافق مع التطورات التي تشهدها المرافئ العالمية المنافسة.
إيرادات وصيانات
وأوضح سليمان أن العمل بالتعرفة المرفئية أدى إلى تحقيق إيرادات مرتفعة حيث بلغت عام ٢٠١٧ /٢٤/ملياراً ومئتي مليون ليرة، وفي عام ٢٠١٨ بلغت /٢٣/ مليار ليرة، بحيث حددت التعرفة المرفئية الصادرة بموجب قرار حكومي جميع البدلات بالقطع الأجنبي على أن يستوفى المعادل لبضائع الاستهلاك المحلي أو تصدير البضائع بالليرات السورية وفق سعر الجمرك.
وعن أهم الصيانات والروافع العاملة في المرفأ ذكر سليمان أنه تم ضمن خطة الشركة لعام ٢٠١٨ تنفيذ عدة عمرات فنية شاملة للقاطر البحري أفاميا والناقلة الشوكية وماعونة نقل البضائع والرافعة الكهربائية تاكراف رقم ٢٤، وهناك عمرات فنية قيد التنفيذ للروافع الكهربائية ذوات الأرقام ٣٠-٣١ قدرة ١٦طناً، والروافع رقم ٢١-٢٢-٢٣-٢٥ قدرة طن، منوهاً إلى أن جميع الروافع والآليات الموجودة لدى الشركة يتم مشاركتها في العملية الإنتاجية، وتعمل على ثلاث ورديات وتمتلك الشركة الروافع التالية: روافع كهربائية نوع غانز عدد/١٢/ (٩منها استطاعة ٦أطنان و٣روافع قدرة ٤ أطنان )، روافع كهربائية نوع تاكراف عدد /١٨/: (١٦منها استطاعة ٦أطنان و٢منها استطاعة ١٦ طناً )، روافع برجية ليبهر عدد/٢/استطاعة ٦٥طناً، وهناك مجموعة من الروافع البرية التي تستخدم للعمل على البواخر وضمن الساحات والمستودعات.
وأشار مدير المرفأ إلى أنه من خلال صالة النافذة الواحدة أصبح بالإمكان تنفيذ كافة إجراءات المعاملة الجمركية اللازمة لإخراج البضائع من المرفأ بشكل أصولي وخلال فترة زمنية قياسية، وتسهيل العمل على أصحاب البضائع والوكلاء والمخلصيين الجمركيين، تضم الصالة كافة الجهات التي يرتبط عملها بعمل المرفأ والتي تقدم خدمات لأصحاب البضائع والبواخر، كما يمتلك المرفأ محطة حاويات واحدة طاقتها الاستيعابية مليون حاوية نمطية يتم إدارتها من قبل شركة محطة حاويات اللاذقية الدولية _LICT وفقاً لمبدأ التشاركية بين القطاعين العام والخاص.
وحول خططها لتأهيل العنصر البشري تقوم الشركة بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية بالعمل على تطوير شامل للشركة من أجل تقديم أفضل الخدمات للزبائن وتعزيز الثقة بين المواطن والشركة عبر تدريب القوى العاملة، والاعتماد على عنصر بشري مؤهل ومميز بكفاءته وسلوكه وقادر على استعمال النظم الإدارية والقانونية والمعلوتاتية الحديثة.
ميس خليل