لافروف يدعو للقضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب تدمير تحصينات للمجموعات التكفيرية في ريف حماة.. وتسوية أوضاع مئات الفارين في درعا
نفذت وحدات من الجيش أمس عمليات مكثفة على مواقع ومحاور تسلل المجموعات الإرهابية في عدة محاور بريف حماة الشمالي وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم بعد تدمير مواقع وتحصينات لهم رداً على خرقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وغداة تسوية أوضاع مئات الفارين من الخدمة العسكرية في المحافظات الشرقية، تمت أمس تسوية أوضاع نحو 500 شاب من أبناء محافظة درعا وذلك وسط احتفال جماهيري أقامته الفعاليات الشعبية والرسمية، وعبر عدد ممن عادوا إلى الخدمة العسكرية عن استعدادهم للذود عن حياض الوطن، موجهين الشكر لمكرمة السيد الرئيس المتمثلة بمرسوم العفو.
في السياسة، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب وعودة المنطقة لسلطة الدولة السورية.
وفي التفاصيل، ردت وحدات من الجيش على اعتداءات إرهابيي ما يسمى “كتائب العزة” بضربات صاروخية طالت مواقعهم وتحصيناتهم على أطراف بلدات كفرزيتا وحصريا والأربعين في منطقة محردة بريف حماة الشمالي الغربي أسفرت عن تدمير عدد من أوكارهم ومستودعات أسلحتهم.
إلى ذلك أحبطت وحدات الجيش برمايات مدفعية تسلل مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة من بلدة البويضة باتجاه نقاط الجيش في محيط طيبة الإمام وصوران بريف حماة الشمالي وحققت إصابات دقيقة في صفوفهم.
وفي أقصى الريف الشمالي لحماة نفذت وحدات الجيش المرابضة في تل بزام رمايات مدفعية على مواقع إرهابيي تنظيم جبهة النصرة في كروم الفستق الحلبي على الأطراف الجنوبية لبلدة مورك وذلك رداً على خرقها المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد ما أدى إلى تدمير دشم ونقاط محصنة لهم.
وازدادت خروقات التنظيمات الإرهابية بشكل ملحوظ لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب بعد إخضاع تنظيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابي بزعامة “جبهة النصرة” للمجاميع الإرهابية المنتشرة بأرياف حماة الشمالي وحلب الغربي وإدلب من خلال معارك خاضتها بداية الشهر الحالي واستمرت لنحو عشرة أيام أدت إلى مقتل وإصابة المئات من الارهابيين واستشهاد مدنيين بينهم أطفال ونساء وتدمير في البنى التحتية ضمن مناطق الاقتتال.
في الأثناء واصلت المجموعات الإرهابية اعتداءها بالقذائف والأسلحة الرشاشة على المناطق الآمنة بريف حماة الشمالي حيث استهدفت بقذيفة صاروخية بلدة سلحب بالريف الغربي لحماة سقطت في محيطها.
وفي درعا “دعاء الرفاعي” ووسط احتفال جماهيري أقامته الفعاليات الشعبية والرسمية، تمت أمس في مدينة نوى بريف المحافظة الشمالي الغربي تسوية أوضاع المئات من العسكريين الفارين المستفيدين من مرسوم العفو تمهيداً للالتحاق بقطعاتهم والتشكيلات العسكرية
ورسم مشهد توافد المئات لتسوية أوضاعهم والمغادرة فوراً بوجود ذويهم على متن حافلات تم تجهيزها لنقلهم إلى قطعاتهم الحس الوطني العالي لدى هؤلاء الشباب لتلبية نداء الوطن والواجب المقدس.
وبين منير الخشارفة رئيس مجلس مدينة نوى أن عدداً كبيراً من أبناء المنطقة يتجاوز عددهم 500 شاب التحقوا بالخدمة العسكرية، لافتاً إلى أن إجمالي العدد يتجاوز الـ2000 شاب وسيلتحقون خلال أسبوع، وأضاف: إن كل أهالي نوى عملوا على تشجيع كل الفارين من الخدمة على العودة إلى قطعاتهم مشيراً إلى أن التسوية التي تمت في إبطع قبل نحو أشهر أسهمت في عودة المئات وانخراطهم في التسوية.
وأكدت الكلمات التي ألقيت في الاحتفال أن سورية هزمت بجيشها وقائدها وشعبها المؤامرة التي قادتها دول كبرى لتدميرها، لافتة إلى أن أبناء سورية اليوم هم أكثر التفافاً حول جيشهم لرسم مستقبل بلدهم من جديد بعيداً عن الإرهاب والذين أكدوا على التعاضد للدفاع عن الوطن بيد وبناء ما دمره الإرهاب باليد الأخرى.
ودعا عدد من الشباب الذين عادوا إلى الخدمة زملاءهم من العسكريين الذين لم توفر لهم ظروفهم بعد الانخراط بالتسوية إلى الإسراع بالالتحاق بهم، مشيرين إلى أن الإجراءات كانت أبسط مما يتوقعون موجهين الشكر لمكرمة السيد الرئيس المتمثلة بمرسوم العفو.
ويقضي المرسوم التشريعي 18 لعام 2018 بمنح عفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الخارجي والداخلي المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم61 لعام 1950 وتعديلاته والمرتكبة قبل تاريخ 9 تشرين 2018.
حضر الاحتفال عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب التعليم العالي الرفيق الدكتور محسن بلال وأمين فرع درعا للحزب الرفيق حسين الرفاعي والمحافظ محمد خالد الهنوس واللواء حسن حسن مدير الإدارة السياسية والدكتور مازن حميدي رئيس جمعية تموز لرعاية أسر الشهداء.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكازاخستاني في موسكو أمس: إن تواجد تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب لا يتطابق مع الاتفاق الروسي التركي بشأن هذه المنطقة ونحن ملتزمون بالقضاء على هذه البؤرة، وأشار إلى جهود كازاخستان في عقد لقاءات أستانا حول الأزمة في سورية موضحا أنه تم الإعداد لعقد اللقاء ال12 في أستانا منتصف الشهر المقبل.
وكان عقد 11 اجتماعاً بصيغة أستانا أحدها في مدينة سوتشي الروسية أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
وأوضح لافروف أنه سيتم عقد قمة روسية تركية إيرانية بشأن سورية الشهر المقبل.