جهاد رجوب.. القضية الفلسطينية بوصلتنا
تبدو العلاقات الإنسانية بثنائيات تشي بروح التقارب، تلتقي بعوالم ملامح التأمل والترقب في بورتريهات كثيرة اختزلت هواجس ومشاعر مختلطة، ونقرأ التمسك بالجذور بجماليات الحارة القديمة بالبيوت المتلاصقة، لتشغل الطبيعة الصامتة حيزاً، إضافة إلى الحروفيات التي ترسم بالأزرق المتناغم مع الأرجواني”إلى فلسطين خذوني معكم” في معرض اللوحة الصغيرة الذي أقامه اتحاد التشكيليين الفلسطينيين بمشاركة التشكيليين السوريين في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة.
وفي ثنائية زرقاء تأتلف خطوطها بسردية قصة حبّ للتشكيلية جهاد رجوب بأسلوب تجريدي، فأوضحت بأن اللون الأزرق لون السماء والبحر بأمواجه بحواراته مع الصخور، يدخل المتلقي بعالم أعمق، ويلتقي اللون الأزرق مع فنية الأسلوب التجريدي الذي يوحي بقراءات مختلفة، وأضافت: التجريد يعني خلاصة الفكر والمنهج وخلاصة الرؤية والإحساس يأتي بعد مراحل متعاقبة لتأتي لوحتي نتيجة رؤية وخيال بشكل عفوي. وحينما أرسم لا أفكر بالتفاصيل فاللوحة التجريدية تشبه الشعر تولد في لحظة صادقة للكتلة واللون.
وعن رأيها بمعرض اللوحة الصغيرة التي تختزل بخطوطها الجداريات والتي ربما تكون الأقرب لكثيرين، تبيّن بأن اللوحة الصغيرة أصعب من العمل الجداري، والمبدعون هم الذين يتمكنون من إحكام خطوط اللوحة الصغيرة بما تحمله من مضمون باختزال، وكوني متأثرة بفاتح المدرس فأجد فسحة برسم اللوحة الصغيرة بالاجتزاء والانزياح الذي يثير التساؤلات باللون والتكوين بالفلسفة الروحية التي أجسدها بخطوطي، لتصل إلى أن تذوق اللوحة ثقافة لا تقل أهمية عن أي ثقافة أخرى.
وترى رجوب أن هذا المعرض التشاركي بين الفلسطينيين والسوريين، هو وجه وطني، يعكس رسالة الفن باللون، بالصورة، بالإحساس، وبالتكوين ونوصل صوتنا إلى العالم بأننا في سورية ننتصر على الإرهاب، وما زالت القضية الفلسطينية هي بوصلتنا وقضيتنا الأولى ووجهتنا وقبلتنا، لتسقط كل الأكاذيب التي روجها الإعلام المعادي.
ملده شويكاني